عندما تصبح الشريعة غريبة في معقلها

29 ديسمبر 2024 19:59

هوية بريس – الحسن شهبار

في أحد الامتحانات الجامعية بإحدى الكليات التي تدرس العلوم الشرعية بالمغرب قبل سنوات من الآن، وفي مادة الفقه المقارن، كان السؤال كالتالي:

(تحدث عن شروط حد السرقة في المذهب المالكي).

وبينما الطلبة منهمكون في إنجاز ما طلب منهم؛ إذ دخل عليهم عميد الكلية بالنيابة، وبدأ يتجول بين الصفوف، وفجأة توقف عند أحد الطلبة ونزع منه ورقة الامتحان، وأخذ يقرأ السؤال ويكرر قراءته، ثم رمى الورقة فوق الطاولة، وقد احمر وجهه غضبا، وغادر قاعة الامتحان وهو يتمتم قائلا:

“ألا زال أبناؤنا يدرسون هذه الخرافات التي لم تعد صالحة لزماننا”!!

واليوم نرى آخر معقل للشريعة الإسلامية يهدم على يد شرذمة لا يوقرون الشريعة، ويتهمونها بكل نقيصة، ويصرحون جهارا نهارا بأن المواثيق الدولية هي أولى وأعلى من قوانين الشريعة الإسلامية، ثم ينقبون في أحكام الشريعة الإسلامية عن الفتاوى الشاذة والأقوال الضعيفة لإضفاء الشرعية على هذه القوانين المستوردة.

إن هذه الإصلاحات المزعومة لم تأت استجابة لحاجات الأسرة المغربية، ولا تلبية لمطالبها، وإنما هي إملاءات خارجية تهدد استقرار الأسرة المسلمة، وتجعل أحكام الشريعة الإسلامية غريبة بين أهلها. وإذا بقينا ساكتين سيأتي علينا اليوم الذي سيخرج فيه علينا، وفي كلياتنا الشرعية، من يصف أحكام الشريعة الإسلامية في باب الأسرة بالتخلف والرجعية، كما وصف ذلك العميد بالنيابة أحكام الحدود في الشريعة الإسلامية بأنها خرافات لم تعد صالحة لزماننا.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M