عنصرية.. ممنوع دخول العرب والمحجبات إلى مطعم باريسي
هوية بريس – وكالات
تعيش فرنسا منذ يومين على وقع فضيحة عنصرية لأحد أفخم المطاعم الفرنسية في قلب العاصمة باريس، بسبب منعه عربا ومسلمين ونساء محجبات من ارتياده، الأمر الذي أثار استهجان السلطات التي طالبت القضاء بفتح تحقيق في الحادث.
وكان موقع “بازفيد” الاستقصائي الفرنسي نقل عن أربع نادلات اشتغلن عدة سنوات في مطعن “لافوني” أن إدارة المطعم كانت تعطيهن تعليمات صارمة بعدم السماح للنساء المحجبات بالدخول، بدعوى أن كل الموائد محجوزة سلفا.
كما ظلت إدارة مطعم لافوني ترفض خدمة أي زبون تشير ملامحه أو اسمه إلى أنه من أصل عربي أو مسلم، خاصة السياح القادمين من دول الخليج.
وللتحقق من صحة تلك المزاعم اتصل ديفيد بيروتان، الصحفي الاستقصائي بموقع بازفيد الإلكتروني، بالمطعم لحجز مائدة له، وقدم نفسه على أنه سائح من قطر يُدعى أحمد، فرُفض طلبه. ثم عاود الاتصال بالمطعم مقدماً نفسه هذه المرة على أنه سائح فرنسي اسمه يان، فقُبِل طلبه على الفور.
وأكدت إحدى العاملات الفرنسيات أن مطعم لافوني يتذرع عادة بوقوع خطأ في تسجيل البيانات في رفضه طلب زبون ما إذا اكتشف لحظة وصوله إلى قاعة الاستقبال أنه من مواطني دولة خليجية أو امرأة محجبة.
وأوضحت إحدى العاملات أن مدير المطعم كان “يفضل الزبائن البيض والنساء الشقراوات، بدل السياح العرب من دول الخليج حتى وإن كانوا من الأثرياء”.
غير أن صاحب مطعم لافوني نفى تلك التهم، رغم كشف التحقيق الصحفي وجود وثائق خاصة ورسائل إلكترونية كانت أرسلتها إدارة المطعم للعمال، تحرضهم فيها على هذه التصرفات العنصرية.
كما اطلعت الجزيرة نت على محتوى بعض الرسائل التي وجهتها الإدارة إلى عمالها في المطعم، وكانت على شكل رسائل واتساب، بعضها يحوي عبارات عنصرية وذم تجاه العرب.
وحاولت الجزيرة نت الحصول على تصريحات من إدارة لافوني، لكنها رفضت الإدلاء بأي تعليق حول هذه المسألة.
مقاضاة المطعم
وإزاء هذه التهم التي طالت أحد أفخم المطاعم الفرنسية في باريس، سارعت بلدية العاصمة إلى نشر بيان تستنكر فيه الممارسات العنصرية التي تستهدف “العرب والنساء المحجبات”، ورفعت شكوى أمام القضاء تطالبه بفتح تحقيق في القضية.
وفي تصريح للجزيرة نت، وصفت هيلين بيدار نائبة عمدة بلدية باريس الاتهامات الموجهة للمطعم بأنها بالغة الخطورة، باعتبارها -حسب وصفها- “تصرفات عنصرية مقيتة” يعاقب عليها القانون الفرنسي بالسجن والغرامة المالية.
وأكدت هيلين بيدار أن بلدية باريس ترحب بكل السياح من كافة الجنسيات، وأن كل إجراء يمسهم سواء كان تصرفا عنصريا أو اعتداء فهو “أمر مرفوض ولا يعبر عن قيم فرنسا”، حسب تعبيرها.
بدوره، استنكر جاك توبان وزير العدل الفرنسي السابق ورئيس “مؤسسة الدفاع عن الحقوق” بشدة ما وصفها بـ”التصرفات العنصرية غير المقبولة ” من قبل إدارة مطعم لافوني، وتعهد بفتح تحقيق معمق لتقديم المسؤولين أمام العدالة.
يذكر أن عددا كبيرا من الفرنسيين من أصول عربية ومسلمة استهجنوا بشدة على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ما سموه تفشي الأعمال العنصرية وظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا. وفي هذا الإطار، دعت مجموعة من الشباب المسلمين في فرنسا إلى إفطار جماعي بمناسبة شهر رمضان الكريم أمام مطعم لافوني ردا على تصرفاته تجاه العرب والنساء المحجبات، حسب الجزيرة.
تصوروا لو منع يهودي من دخول مقهى لاهتزت الأمم المتحدة ولجاء ساركوزي وليفي ولنزل الرئيس وجميع الوزراء ومن تأخر منهم فهو ضد السامية، ““تصرفات عنصرية مقيتة” يعاقب عليها القانون الفرنسي بالسجن والغرامة المالية” هذا قانون لحماية السامية لا يطبق على كاره المسلم والعربي.