“عنوان بحث جامعي” يتهم “صحيح البخاري بالخرافة” يثير الاستهجان
هوية بريس – عبد الله المصمودي
أثارت صورة بحث لنيل شهادة الماستر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز-جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، في موضوع “الفكر الخرافي في التراث الإسلامي.. صحيح البخاري أنموذجا”، الكثير من التساؤل والاستنكار.
فالعنوان يحمل إساءة واضحة لأحد أعلام الأمة بل لأصح دواوين السنة النبوية، وهو صحيح البخاري، بربطه بالفكر الخرافي في التراث الإسلامي، وهو الادعاء الذي طالما رفعه العلمانيون والحداثيون في وجه العديد من الأحاديث النبوية خاصة والتراث الإسلامي عامة.
البحث لطالب ينتمي لشعبة اللغة العربية وآدابها، ماستر: “تحالف الحضارات وحوار الديانات بين الفكر الغربي والفكر العربي الإسلامي”، وهو ما أثار الاستغراب والنقد أيضا، حيث كتب الصحافي نور الدين لشهب في حسابه على فيسبوك “بداية نلاحظ أن العنوان غير علمي، ثانيا ما علاقة شعبة اللغة بتحالف الحضارات وحوار الديانات، الحضارات لا تتحالف والديانات لا تتحاور، الذي يتحالف ويتحاور هو الانسان بناء على مصالحه الخاصة، مصالح شخصية، مصالح دولة أو أمة، والدين لا يتحاور بينما الذي يتحاور هو الإنسان في البحث عن المشترك الإنساني”، مردفا “وقد نجد يوما من يكتب “بحثا” عن الفكر الخرافي في القرٱن الكريم، والفكر العلمي الحق في سفر التكوين والتلمود”.
وأضاف لشهب في تدوينته “لا أعرف الأستاذ المشرف ولم أطلع على البحث طبعا، هذي مجرد ملاحظات شكلية، وهي ملاحظات تعكس مدى تطبع البعض مع الفكر الانهزامي الذي وصل للجامعة المغربية، للاسف الشديد”.
أما الشيخ الحسن الكتاني فكتب متسائلا، تعليقا على ما يوحي به عنوان البحث “هل يعقل يا معشر المسلمين أن يكون بحث ماستر في بلاد المغرب يطعن في أصح كتاب يعظمه المسلمون بعد كتاب الله؟؟؟ هل وصلت الجامعات المغريية لهذه الدرجة من السقوط؟؟؟”.
كما أكد الكتاني أن “هذه مصيبة تحتاج تدخلا عاجلا من الهيئات العلمية الرسمية في المغرب”.
الطالب الباحث سامي فسيح، كتب هو الآخر “لم يعد يفاجئني الطرح المأزوم بالإسلام وتراثه في شعبة اللغة العربية، فلا أحصي عدد المرات التي سمعت فيها كلام بعض أساتذتهم وبعض طلبتهم فوجدت فيهم غرورا وكبرا معرفيا فارغا من التأصيل العلمي الشرعي، وتبجحا بنظريات النقد الأدبي الغربي الحداثية وما بعد حداثية التي عاشت وتعيش أزماتها المعلومة”.
وتابع في تدوينة له على حسابه في فيسبوك “جامعاتنا والعبث الفكري والعلمي .. إلى أين؟
ربما كان أولى للطالب الاشتغال على هذا العنوان، عوض إخراج هذا الغثاء الذي قدمه بحثا لنيل شهادة الماستر”.
أيت القاضي، كتب مستغربا “هذه الرسالة انتشرت بكثرة على مواقع التواصل، وتسرع بعض الناس إلى الحديث عن صاحبها وعن الأستاذ المشرف، ثم الجامعة العريقة”، مردفا “ما تركوا كلاما سيئا إلا وتفوهوا به، قبل أن يطلعوا على مضمون البحث”.
وفي انتظار التوضيح، وجب على مسؤولي الكلية وجامعتها والأستاذ المشرف الخروج بتوضيح للرأي العام، فالبحث مؤرخ بالموسم الدراسي 2018/2019م.
هل كل إجازة او ماستر او حتى دكتورا مفيدة خاصة في مادة الأدب والعلوم الإنسانية؟ فالعدد الكبير منها مجرد مضيعة لوقت صاحبها مادامت تتحدث في الفضفضة ولا تقدم ولا تؤخر. الا ان صاحبها يحصل من خلا لها عل منصب شغل يقتات منه.
إلى مزبلة التاريخ.