عن الدعم التربوي.. رسالة من أب التلميذة أمينة ريمي الأولى بكالوريا علوم إلى رئيس الحكومة
هوية بريس – متابعة
وجه ذ.محمد ريمي والد التلميذة أمينة ريمي الأولى بكالوريا علوم رسالة إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش عن اللجوء إلى الدعم التربوي بتعويض الأساتذة المضربين، أو أيام الإضراب، بطلبة وطالبات من خارج قطاع التعليم.
وجاء في نص الرسالة:
“من: أب التلميذة أمينة ريمي، الأولى بكالوريا علوم
إلى: السيد رئيس الحكومة
المستقبل الدراسي لأبنائنا رهين بتحسين أوضاع أساتذتهم والإستجابة لمطالبهم وفقط
السيد رئيس الحكومة المحترم
أستسمحك، كأستاذ ومرب خبر مجال التعليم معرفة وتدريسا، كي أنصحك وأحيطك علما بمعنى الدعم التربوي، فلعل مستشاريك أخفوا عنك حقيقة الفعل التربوي وتعقيداته، وزينوا لك قرارك الخاطئ القاضي بتعويض الأساتذة المضربين، أو أيام الإضراب، بطلبة وطالبات من خارج قطاع التعليم، اللهم إن كان الغرض فقط اتقاء غضب أمهات وآباء وأولياء التلاميذ والتلميذات، الذين أدركوا، بما لايدع مجالا للشك، أن سبب ضياع الزمن المدرسي لفلذات أكبادهم مرده إلى تعنت حكومتكم وعدم اهتمامها بانتظاراتهم ومصير أبنائهم.
السيد رئيس الحكومة الموقر
الدعم التربوي عملية هادفة وواعية، ومؤطرة بمحددات تربوية وبيداغوجية وديداكتيكية، وتتم في سياق عملية تعليمة تعلمية معينة،ولا تتحق أهدافها ومراميها إلا إذا توفرت شروطها الموضوعية، وأسندت لأساتذة خبروا التعليم، وتلقوا تكوينا متينا في مجال الدعم والتقويم.
فكيف يستقيم هذا مع طلبة وطالبات غرباء عن الحقل التربوي، وكيف تتحقق أهداف الدعم التربوي مع من يفتقرون لأبسط أبجديات التربية والتعليم؟!!
إنه العبث بعينه، واستهتار بمصير أبنائنا، الذين كانت تشرئب نفوسهم لمستقبل أفضل، ويحلمون بالتميز في دراستهم، أملا في ولوج المؤسسات والمعاهد والكليات ذات الصيت الوطني والعالمي، وأضحوا بفعل تدبيركم السيء لقطاع التعليم يفكرون فقط في النجاح ولو بأبسط المعدلات.
السيد رئيس الحكومة المحترم
لست مخولا للحديث باسم أمهات وآباء وأمهات وأولياء تلاميذ وتلميذات المغرب، ولكن حسبي أن أسمعكم صوت الحق كأب،اختار المدرسة العمومية لتدريس أبنائه، وبنى عليها كعامة الشعب آمال إكساب أبنائه العلم والمعرفة والمهارات الحياتية الضرورية، وسبيلا وحيدا لانتشال أسرته من الهشاشة الإجتماعية، إلا أن قراركم بإسناد التدريس وتقديم حصص الدعم لغير الأساتذة سيزيد من تعميق أزمة التعليم، ويوسع الهوة بين التعليم العمومي والخصوصي، ويضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص بين أبنائنا وأبناء الطبقة الميسورة المستكرشة.
ومن أجله أقول لكم، السيد رئيس الحكومة، ومن خلالكم للسيد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن أبناءنا ليسوا فئران تجارب، ولا يمكن بالمطلق أن يؤدوا فاتورة قرارات ارتجالية، ولن يكونوا ضحية عجز حكومي في حل ملف السادة الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، أو الذين عمرت مطالبهم سنين عديدة.
ولهذا لن نسلم أبناءنا إلا لمن توفرت فيهم الأهلية العلمية والتربوية، أساتذتهم وأستاذاتهم، فهم الأدرى بتعثراتهم وبحاجاتهم المعرفية، وهم الأعلم بأوضاعهم النفسية والاجتماعية.
وتقبلوا فائق تقديري واحترامي
ذ.محمد ريمي”.