الجزيرة: غرق شوارع مدن مغربية يشعل مواقع التواصل الاجتماعي

هوية بريس – الجزيرة

تداول نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب أمس واليوم على نطاق واسع تداعيات الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة الرباط ومدينة سلا المجاورة لها والعديد من مدن شمال شرقي البلاد، إذ تسببت في توقف حركة المرور ساعات طويلة، وتحول الكثير من الشوارع إلى برك وأنهار.
وأطلق ناشطون مجموعة من الوسوم، مثل “سلا تغرق” و”الرباط تغرق”، ونشروا صورا وتسجيلات مصورة للأمطار القياسية التي هطلت على عدوتي نهر أبي رقراق الذي يفصل بين الرباط وسلا، إذ فاقت حجم الأمطار مئة ميلليمتر في أقل من بضع ساعات.
ونشر أحدهم صورة رجل يجلس على حافة شارع وهو يلقي بصنارته في مياه الأمطار التي غطت الشارع، وقال أحد المعلقين عليها “الصورة التي حازت على الرتبة الأولى في المسابقة العالمية لأحسن صورة لمعاناة سكان مدينة سلا”.
تعطل المرور
وتحدث النشطاء من سكان سلا والرباط عن تعطل أغلب وسائل النقل الفردية والجماعية بين مدينتي سلا والرباط، كما علق آلاف الناس داخل السيارات والحافلات بسبب الاختناقات المرورية الشديدة التي نتجت عن الأمطار الكثيرة التي شهدتها المنطقة، ولم يجد البعض بدا من اعتلاء سيارته التي داهمتها المياه، وترجل آخرون من السيارات للعودة إلى منازلهم مشيا.
وتسربت المياه إلى الكثير من المنازل والمحلات التجارية والمحاكم والسجون وغيرها من المرافق في مدينة سلا، وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عنها، كما وجد آلاف الطلاب أنفسهم محاصرين بعد خروجهم من المدارس.
وقالت المديرية الوطنية للأرصاد الجوية بالمغرب إن العديد من مدن البلاد شهدت عواصف رعدية قوية مصحوبة بأمطار، وأضافت أن الأمر سيستمر اليوم أيضا، وتقع المدن المعنية بهذه التقلبات في الشمال الغربي للبلاد، لا سيما ساحل المحيط الأطلسي، فضلا عن مدن في الداخل مثل فاس وخريبكة.
انتقاد السلطات
وصب المعلقون في فيسبوك جام غضبهم على السلطات المحلية من شرطة مرور ومنتخبين وشركات الصرف الصحي والدفاع المدني وغيرهم، وذلك بسبب بطء الاستجابة لهذه الظروف الطارئة، وعدم توفر الخطط لتدبير الأزمات والكوارث، لا سيما أن التحذير من سقوط أمطار غزيرة صدر قبل أيام.
وقال أحد المعلقين ساخرا “الشعب يريد حكومة تصريف الأمطار” في إشارة إلى حكومة تصريف الأعمال الموجودة في البلاد في انتظار انفراج أزمة مفاوضات تشكيل حكومة جديدة بعد انقضاء أكثر من أربعة أشهر من الانتخابات البرلمانية.
وقال معلق آخر “في انتظار وصول الباخرة المتجهة إلى سلا”، وتساءل أحد النشطاء ساخرا “هل الوادي يخترق مدينة سلا، أو مدينة سلا تخترق الوادي”، في إشارة إلى نهر أبي رقراق.