غزة.. الهلاك واللعنة!!

هوية بريس – د.زهير لهنا
في حين أن السكان محاصرين وحرمانهم من أي طعام لمدة شهر تقريبًا، في ظل استئناف القصف المكثف والقاتل، فإن العالم، سواء كان متحضرًا أم لا، ينظر بعيدا…
بعد خمسة عشر شهرا من حرب غير متناظرة لم يوصف في التاريخ الحديث، نظرا لاستحالة هروب السكان من مناطق القتال والتفوق الفني والتكنولوجي للجيش، أو بالأحرى الجيوش، التي اتضمت معا لهزيمة عدوهم.
لا فرض ضبط النفس، لا في مواجهة القتلى والجرحى بعشرات الآلاف، ولا في مواجهة الصور البشعة للنساء والأطفال والرضع وكبار السن والمدنيين الممزقين، ولا في ظل صرخات وصرخات معاناة الشعب. كل هذا غير ذي صلة، لأن العدو يأتي من هؤلاء السكان، الذين لم يعودوا مسلمين، لذا ببساطة تجريد إنسانية.
الآلات الإعلامية لعالم اليوم أصبحت أصوات الدعاية كما في بداية القرن الماضي التي أثارت الحربين العالميتين الكبيرتين.
بصفتي طبيب إنساني زار غزة عدة مرات منذ عام 2009، وثلاث مرات خلال هذه الحرب، أقول إنه لم يعد هناك إمكانية إنسانية: هذا فقط يطيل أمد الحرب والمعاناة. وسيكون هناك حاجة إلى حل سياسي. كيف؟ أي واحد؟ ما بعرف و على فكرة ما حدا بيعرف حتى البوتيات في المعسكرين…
ما أعرفه هو أن سكان قطاع بأكمله يدفعون ثمنا باهظا -حياة وخسائر ومعاناة وإصابات لا يمكن تصورها- وضع جيوسياسي أبعد من ذلك، ودمار إمبريالي يسمح له ما يسمى إخوانه العرب والمسلمين بفعله… وعاجلا أم آجلا سيدفعون الثمن. لأن لعنة غزة قد بدأت للتو – وللجميع بالطبع: المعتدين ومؤيديهم والمتفرجين عن هذه المذبحة الأولى التي تم تصويرها من قبل ملعون الأرض أنفسهم.