غزة: نصر من الله
هوية بريس – نور الدين درواش
لا سبيل للنصر الكامل الشامل الذي يعقبه تمكين إلا بالعودة إلى منهاج النبوة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(سلط الله عليكم اذا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم).
لكن هذا الذي حصل في غزة يعتبر نصرا باعتبار أنهم حالوا دون تحقيق العدو الصهيوني لأهدافه فإنه يريد كسر المجاهدين (=المقاومة) وهي لا تزداد بحول اللهإلا قوة.
اعتبرناه نصرا لأن العالم كله شاهد عجز القبة الحديدية عن صد صواريخ المجاهدين في الفصائل.
اعتبرناه نصرا لأن المجاهدين استمروا في إمطار العدو بالصواريخ إلى آخر لحظة ولم تستطع المنظومة الدفاعية الصهيونية إيقاف ذلك ولا التخفيف منه.
اعتبرناه نصرا للعجز عن القيام بعملية الاجتياح البري الذي كان العدو عادة ما يتوج به قصفه وحربه على غزة.
لقد تلقى نتنياهو لوما كبيرا من قبل جهات كثيرة في دولتهم اللقيطة وقالوا بأن الاتفاق مخز لأنهم عجزوا عن تحقيق أدنى هدف.
ومما يدل على ما قلت أن النتن وخلافا للعادة لم يخرج بأي تصريح إلا في اليوم الموالي وإنما اكتفوا في ليلة الاتفاق بالبيان المكتوب.
قال تعالى :﴿الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الروم: 1 ـ 7].
فالله سبحانه وتعالى سمة غلبة الكتابي للمجوسي نصرا، بل سماه (نصر الله)
فالفرح بنصر الله للكتابي على المجوسي الذي وعده الله المؤمنين وأقرهم عليه ليس يقينا بأحق من الفرح بانتصار المسلم المنحرف أو المبتدع أو العاصي على الكافر.
وهذا كله لن يثني أهل السنة عن مناصحة الفصائل وتوجيهها بالتي هي أحسن للتي هي أقوم فأهل السنة أعلم الناس بالحق وأرحمهم بالخلق.
ومن العيب أن ينصر أهل غزة الشيعي والإباضي والجهمي والقبوري والقومي العروبي… ويتلكأ السني عن ذلك.