غضب في فيسبوك من الترويج للدجل عن طريق “امرأة بوهالية”
هوية بريس – متابعة
استغرب عدد من المغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي من ترويج أحد الشباب المثيرين للجدل، لمقاطع إحدى النساء المعروفة بـ”خديجة الزغراتة”، وهي تجيب عما سيحصل في المستقبل على طريقة “الشوافات”.
واشتهرت المرأة مع سؤالها عن توقعاتها لنتيجة بعض المباريات برسم الكؤوس القارية التي لعبت نهاياتها آخر الأسبوع المنصرم، بل ويروج لمقاطع يسألها بعض الشباب عن توقعاتها لأمور خاصة بهم.
أغلب من رد عن هذا الأمر الخطير، وهو ادعاء معرفة الغيب من المستقبليات، استحضر الأحاديث النبوية المحذرة من سؤال العرافين والكهنة، لأن ذلك يخالف المعتقد بشكل واضح وسافر، أكثر من هذا فعالم الغيب خاص بالله سبحانه وتعالى، وقد رتب على من تجرأ على ادعاء معرفة أموره وعيدا شديدا وكذلك من صدق هؤلاء الأفاكين.
إبراهيم.ب نشر في حسابه على فيسبوك:
“هدشي واضح.. لكن مع ذلك للأسف يجد له من يروجه دون خجل.. ومن يصدقه أو من يمازح به..
روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي ﷺ عن النبي ﷺ قال: “من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما“.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: “من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ” رواه أبو داود.
وللأربعة والحاكم وقال: صحيح على شرطهما عن أبي هريرة: “من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ“”.
الصحفي حسن المولوع، كتب تحت عنوان: “صحافة نشر الخرافة في عهد المجلس الوطني للصحافة“:
من بين عناوين العبث والفوضى التي يعيشها قطاع الصحافة والنشر هو المساهمة في صناعة التفاهة ونشر الخرافة والشعوذة في الوقت الذي يسعى المغرب لنشر قيم الحداثة والتحضر…
يحدث هذا في ظل وجود مؤسسة التنظيم الذاتي للمهنة التي تسمى حاليا اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر والتي تضم لجنة تسمى لجنة الأخلاقيات، إذ يبدو أن هذه اللجنة تتحرك فقط لتصفية الحسابات أما تنظيم المهنة وإجبار الصحافيين على احترام اخلاقياتها فهذا عنها بعيد، بدليل أن الفوضى هي الطاغية على الميدان ولا صوت يعلو فوق صوتها…
لقد أضحى أصحاب الميكروفونات يتسابقون من أجل التصوير مع سيدة تدعى خديجة الزغراتة، والتي على ما يبدو أنها ليست سوية وكما نقول بالدارجة المغربية “بوهالية”، إذ أن هؤلاء يطلبون منها أن تخبرهم بما سيقع في عالم الغيب، أي تتنبأ مثلا بنتيجة مباراة كروية او ما شابه ذلك، وعندما يتحقق ما قالته، يعودون إليها من جديد، وهذا هو الأمر الخطير الذي يتسرب لأذهان المتابعين عندما يكتشفون أنها كلامها فعلا صحيح، وبالتالي هذه دعوة صريحة للناس بأن يذهبوا عند العرافين والمشعوذين لقضاء حوائجهم، طالما أن الإعلام الذي دوره نشر الوعي هو يزكيهم ويدعوا الناس لتصديقهم..
لا أستطيع الجزم بأن هذه السيدة عرافة أو مشعوذة وأيضا لا أستطيع القول بأنها مجنونة، لكن وبناء على ملاحظتي التي لا يختلف حولها اثنان يتبين أنها انسانة غير سوية، والانسان غير السوي ليس مسؤولا عن تصرفاته وبالتالي لا يجب استغلاله لأي غرض من الأغراض، والقانون يمنع التصوير مع مثل هؤلاء..
وأمام هذا التسيب والفوضى التي عجز المجلس الوطني للصحافة على التصدي لها، يستلزم الأمر تحرك النيابة العامة لحماية المجتمع من الخرافة وحماية الأمن الروحي للمواطنين والمواطنات، خاصة وأننا في دولة دينها الرسمي هو الإسلام الذي ينهى عن تصديق العرافين والمشعوذين، ..والحق سبحانه يقول: “قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ“، فالغيب عنده تعالى وهو الذي يعلمه جل وعلا، وهناك أحاديث كثيرة تتعلق بالنهي عن ذلك..
الصحافة يا سادة من بين أدوارها نشر الثقافة والوعي، فعندما تسهم في نشر الخرافة والشعوذة فمن الأكيد أننا نعيش أزمة حقيقية، ومن الأكيد أيضا أننا فشلنا في التنظيم الذاتي للمهنة وقد حان وقت تقييم التجربة ومحاسبة كل أعضائها الذين ساهموا فيها..”.
يذكر أن أول ظهور لهاته السيدة في مواقع التواصل الاجتماعي كان عن طريق نفس الشخص، الذي نشر لها مقطعا قبل 3 سنوات في قناته الشخصية على يوتيوب.