ذكرت وكالة “رويترز” أمس الأحد، أن وزارتي الخزانة والتجارة الأمريكيتين تعرضتا لهجوم سيبراني ناجح من قبل مجموعة من هاكرز تدعمهم دولة أخرى.
ونقلت “رويترز” عن ثلاثة أشخاص مطلعة على الموضوع تأكيدهم أن مجموعة القراصنة المتطورة تمكنت من سرقة بيانات من وزارة الخزانة والإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات (NTIA) التابعة لوزارة التجارة، وهي الهيئة المعنية بتحديد سياسات الحكومة في مجال الإنترنت والاتصالات.
وأوضح الأشخاص المطلعون أن الهاكرز خدعوا آليات التأكد لبرامج “مايكروسوفت أوفيس 365” الخاصة بـNTIA وكانوا يتابعون على مدى عدة أشهر المراسلات بين موظفي الإدارة.
وأكد مسؤول أمريكي رفيع المستوى للوكالة وجود مؤشرات على أن اختراق حسابات بريد NTIA حصل في الصيف الماضي، لكن لم يتم اكتشافه حتى الآونة الأخيرة.
وقال أحد الأشخاص المطلعين للوكالة إن خطورة الهجوم السيبراني الناجح تصل إلى مستوى تطلب من مجلس الأمن القومي عقد اجتماع بشأن الموضوع في البيت الأبيض السبت.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون أوليوت، تصريحه بأن حكومة الولايات المتحدة على علم بالتقارير عن الهجوم المزعوم وتتخذ كل الخطوات اللازمة لتحديد وعلاج أي مشاكل محتملة مرتبطة الموضوع.
وأشارت مصادر “رويترز” إلى وجود مخاوف لدى أجهزة الاستخبارات الأمريكية من خطر أن يستخدم القراصنة أساليب مماثلة لاختراق مؤسسات حكومية أخرى في الولايات المتحدة.
وقال أحد الأشخاص المطلعين للوكالة إن ما حصل أكثر من مجرد هجوم سيبراني على وكالة معينة بل إنه “حملة تجسس سيبراني هائلة تستهدف الحكومة الأمريكية ومصالحها”.
وأبدى شخص آخر مطلع لـ”رويترز”، قناعته بأن دولة أخرى تقف وراء الهجوم، لكن لم يتم تحديدها بعد.
وأكدت “رويترز” أن حجم الاختراق لم يتم تحديده بعد، مضيفة أن التحقيق في الموضوع لا يزال في مراحل ابتدائية وتشارك فيه طيف من المؤسسات الفدرالية منها مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI).
وصرح متحدث باسم وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA) أن خبراء الوكالة يعملون بالتنسيق مع الشركاء فيما يتعلق بالأنشطة التي تم اكتشافها مؤخرا في الشركات الإلكترونية الحكومية ويقدمون المساعدات الفنية إلى الجهات المتضررة لتحديد وتخفيف أي تداعيات محتملة.
حملة الاختراق الواسعة هذه قادتها الاستخبارات الروسية واستهدفت وكالات حكومية أمريكية، حسب وكالات إخبارية عالمية.