“فاتح ماي” بين الأمس واليوم.. وزير سابق يرصد الفرق..
هوية بريس- متابعة
كتب محمد يتيم الوزير السابق وعضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، تدوينة مطولة على صفحته ب”فيسبوك”، “بمناسبة إعلان بعض المركزيات النقابية عدم تنظيم المسيرات الحاشدة جهويا ومركزيا فاتح ماي بدعوى كوفيد وظروف العيد”.
وقال يتيم: “مضى ذلك الزمن الذي كانت فيه احتفالات فاتح ماي كرنفالا حقيقيا حافلا باللوحات التشخيصية لواقع العمال وطريقة اشتغالهم وحضور متنوع لمحتلف المهن . فهؤلاء نساء ببذلات العمل يفرزن حبات الطماطم ويضعهنها في الصناديق وهؤلاء عمال أمام آلات تعبئة المشروبات الغازية .. والآلات للنسيج.. وهؤلاء ممرضات وممرضون ببذلات بيضاء … وغير ذلك من المظاهر الكرنفالية البهيجة فضلا عن اللافتات من كل الألوان والشعارات من كل الأصناف والمطالب المتنوعة إضافة لتناول القضايا العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين .. ومسيرات لا تكاد تنتهي في الشوارع الكبرى لمدينة الدار البيضاء”.
وتابع ذات المتحدث: “رجعت بي الذاكرة للوراء وأنا أتابع التحول الذي حصل في العمل النقابي وفي وضعية العمل النقابي – ،إلا من رحم الله – وكيف أصبح ملاذا لبعض ممن تحولت أحوالهم وصار بعضهم يجمع بين أجر أكبر من أجور الموظفين السامين والوزراء فضلا عن التعويضات البرلمانية كمستشارين .. ناهيك عن السفريات الى اللقاءات والمؤتمرات النقابية الدولية … أما أن تدعم نقابة عمالية حزبا ” ليبراليا ‘ يقوده ” باطروانات ” ..فانتظر الساعة!!”.
وزاد: “وقرأت عن تبريرات تتعلق بإلغاء المسيرات والاستعراضات الوطنية الحاشدة مركزيا وجهويا للعيد الأممي لهذه السنة ومنها ظروف جائحة كوفيد مبررا لاصطحاب الغاء التظاهرات العمالية وهي حجة ضاحدة بل سخيفة ومضحكة في وقت تمتلئ فيه الملاعب بأضعاف أضعاف المشاركين في المسيرات وتكتظ المساجد وباحاتها بالمصلين طيلة ايام رمضان في الصلوت الخمس في صلاة التراويح”.
ثم قال: “يقع هذا في الوقت الذي تصطلي فيه الشغيلة بموجة غير مسبوقة من الغلاء وتتخذ فيه الحكومة إجراءات لدعم شركات النقل وليس لشغيلة النقل أوالمواطن طبقا للمثل القائل: زيد الشحمة فظهر لمعلوف .. وفي الوقت الذي يزداد فيه أثرياء وكبراء شركات المحروقات وهوامش ربحهم اتساعا وفحشا”.
وسجل: “هذا الصيام عن النضال بعد الصيام عن الطعام لا يرتبط فقط بمناسبة فاتح ماي”، مضيفا: “آسف على ما آل إليه وضع العمل النقابي اذ من المفروض أن تؤطر الغضب وتوفر شروطا للتعبير عنه بطريقة حضارية والضغط على المنتفعين من الوضع الصعب كي يراعوا الله في المواطنين”.
ثم أردف رئيس الاتحاد الوطني للشغل سابقا: “آسف على ما آل إليه الوضع النقابي من تراجع وتدمير ذاتي بسبب هيمنة بيروقراطيات ادارية وهيمنة فئات لم تعد لها أي مصلحة مباشرة في النضال حيث إن عددا كبيرا منها قد بلغ الى أقصى درجات السلم في الوظيفة العمومية ويستفيد من التفرغ من مهامه الوظيفية وبعضهم محال على المعاش ومعمر .. لن يطمع المناضلون بقلعه عن الكرسي الا إذا تدخل ملك الموت فضلا عن الوعي النقابي الشقي من خلال هيمنة الفئوية والتنسيقيات العابرة للنقابات على حساب العمل التضالي التضامني مع الفئات الأكثر تضررا”.
وختم تدوينته بالقول: “إن هذا الضعف والتجريف لآلية من آليات الوساطة الاجتماعية هو التهديد الاكبر للاستقرار الاجتماعي .. سقوط المصداقية هو الذي يهدد الاستقرار الاجتماعي . والأسوأ هو تبرير عدم تنظيم المسيرات العمالية الحاشدة بظروف كوفيد والاكتفاء بأنشطة محتشمة لرفع العتب الراجح أنه لن يهتم بها أحد!!”.