استضافت مدينة فاس، اليوم السبت، منتدى فكرياً حول أزمة المياه في العالم، وذلك ضمن الدورة الـ23 لمهرجان الموسيقى العالمية العريقة (الروحية) الذي تستضيفه المدينة.
ويناقش المنتدى “الرهانات المرتبطة بتدبير الماء وطابعها الأساسي في التوازنات الطبيعية والمناخية، وشروط الحياة ومستقبل المجتمعات والجنس البشري على نطاق أوسع”.
كما يتضمن 3 ندوات، تعقد على مدى 3 أيام، بعنوان “الماء في بعده الروحي”، و”ندرة الماء في ظل متطلبات التنمية المستدامة”، و”الماء في الأنظمة البيئية الهشة”، بمشاركة باحثين وجامعيين ومحللين أوروبيين ومغاربة.
رئيس المجلس العالمي للماء، لويك فوشون، دعا في كلمة له خلال المنتدى “المجتمع الدولي إلى التعامل بحزم مع الإشكالات المرتبطة بالماء في كافة حالاته وتقلباته (…) وهو مطالب اليوم بأن يجد حلولاً لإشكالية نقص الماء، في ظل وجود دول تعاني أزمات مائية وأخرى تشتكي من فيض الماء المدمر الغاضب”.
ولفت فوشون إلى “وجود توافق بين الأديان والحضارات والثقافات على أن الماء مصدر الحياة”.
والمجلس العالمي للماء تجمع دولي يجمع منظمات غير حكومية وحكومات ومنظمات دولية، تسعى لإيجاد حلول لمشاكل المياه في العالم، تأسس عام 1996، في مدينة مارسيليا الفرنسية.
من جانبه، قال عبد الرفيع زويتن، مدير المهرجان، إن “الماء موضوع كوني يحتل مكانة مهمة في كل الديانات، وهو قضية ضرورية على مر التاريخ، لأن إقامة المدن كانت تعتمد على الوديان ومجاري المياه”.
أما عبد العظيم الحافي، المفوض السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، فقال في كلمته إن “موضوع الماء كان خارج الاهتمامات في المؤتمرات الأممية لتغير المناخ، قبل أن تعطى له المكانة التي يستحقها في مؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية كوب 22”.
ومؤتمر “كوب 22” استضافته مراكش من 7 إلى 18 نوفمبر الماضي، وخصص أحد أيامه لمناقشة مشكلة المياه.
وشدد الحافي أن “المطلوب اليوم فيما يتعلق بالماء هو إقامة حلقة وصل بين المقاربة الموضوعاتية والمقاربة القطاعية، والمقاربة المجالية، لأننا في مرحلة تعرف شحا في الموارد المائية”.
ويحتفل العالم في 22 مارس من كل عام، باليوم العالمي للمياه.
ويعيش حالياً أكثر من 663 مليون شخص حول العالم، بدون توفر إمدادات للمياه الصالحة للشرب على مقربة من منازلهم، الأمر الذي يضطرهم لقضاء ساعات طويلة في قطع مسافات بعيدة لتأمين المياه أو يواجهون الآثار الصحية لاستخدام المياه الملوثة، بحسب منظمة الأمم المتحدة.
وافتتحت الدورة الـ 23 للمهرجان، أمس الجمعة، على أن تستمر فعالياته حتى 20 مايو الجاري، برعاية الملك محمد السادس، تحت شعار “الماء والمُقدّس”، وهو من تنظيم مؤسسة روح فاس.
وتحتفي دورة هذا العام بالماء في بعده الروحي، من أجل العمل على تشجيع الإدراك البيئي السليم والوعي بالترابط الإنساني وحب الأرض وثمارها.