فتاة من غزة تتحدث الفصحى فقط وتواجه السّخرية بابتسامة
هوية بريس – وكالات
ثمانية أعوام متواصلة وما تزال الشابة انتصار البطش (21عاما) مستمرة في التحدث باللغة العربية الفصحى، لم تتردّد ساعة في العودة إلى اللهجة العامية التي تصفها بالركيكة، مع إن الكثيرين يستهزئون بها، فهي تسعى لنشر الفصحى بين أوساط الناس في غزّة، بعد أن انتهجتها للسانها وشخصيتها الجريئة.
وبلغةٍ عربية فصحى واضحة تروي انتصار لـ “القدس العربي” حكايتها حين كانت في المرحلة الإعدادية: “كانت معلمتي لا تتحدث بلغةٍ غيرها، وكان لفظها سليما دقيقا، فشعرت بقرب اللغة لقلبي، وبتّ أطرب للاستماع لها، وكلما عدت لبيتي أمسك كتابا عربيا وأقرأ منه”.
وتقول: “لم يكن القرار صعبا عليّ، اتّخذته فورا وبدأت أتحدث بالفصحى مع أهل بيتي، فأنا لا أتراجع عن موقفٍ ما دمت متأكدة من صحّته، ومن حسن حظي أنني لاقيت تشجيعا كبيرا من والدي”.
شيئا فشيئا اعتادت زميلاتها على لغتها العربية، بعد أن كنّ يتوقّعن أن تتراجع حين تجد سخرية من الآخرين، بل وصرن يتحدثن إليها بها وإن كانت لديهنّ أخطاء كثيرة في اللفظ والنحو.
تعلّق: “كثيرون جدا سخروا مني، خاصة الباعة في السوق وفي الشوارع حين أتقدم لأشتري شيئا، فمن الغريب جدا أن يسمعوا أحدا يتحدث العربية الفصحى في مكانٍ غير القاعة الدراسية، ولا أذكر أن أحدا اشتريت منه شيئا ولم يضحك حين سمعني”.
وتوضح: “وكم سمعت تعليقات ساخرة ومضحكة من شباب وغيرهم حين يسمعونني أتحدث بالفصحى، ومن بين تلك التعليقات، هيا بنا إلى يثرب يا رجل وهل نحن في زمن الجاهلية؟ وغيرها كثيرة”.
في المقابل كان ردّ انتصار على سخريتهم بـ”ابتسامة” ولا مبالاة” وفق قولها، معبرة: “تلك الابتسامة انتصار لي وللغة الفصحى، وما دمت اتّخذت القرار فأنا المسؤولة عنه للنهاية وعن كل ما يواجهني من عقبات، وسخريتهم لم ولن تضعف من عزيمتي وقراري بالاستمرار”. وتتساءل: “كيف وهي لغة القرآن الكريم ولغة رسولنا الكريم؟”.
إذن فانتصار كانت تودّ إحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اتخاذ تلك الخطوة؟ تؤكّد: “بالطبع، خاصة وأنني لا أكتفي بابتسامة مقابل سخريتهم، إنما أشرح لهم سبب تمسّكي بها ومحافظتي عليها، وأدعوهم كذلك لتجريب الأمر والحديث بها، ليزيد عدد الناطقين بالفصحى ويعلو شأنها”.
وتبين أن غالبية من سخر ثم سمع مبرراتها وعدها أن يحاول الحديث مثلها. وسعيا لنشر الفكرة، افتتحت انتصار صفحة عبر فيسبوك تنشر فيها كل ما يتعلق بروعة اللغة العربية ويدعم انتشارها وتقول: “أسير نحو هدفي، ولذلك أنا سعيدة جدا، فمن يملك الثقة لن يخذل أبدا”، وفقا للقدس العربي.
جزاك الله خير الجزاء ياابنتي
فلمم تختاري الا لغة كلام الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم
اللهم كثر من أمثالها في الأمة الإسلامية . رغم الحصار رغم المعاناة لا تزال غزة الأبية تبهر العالم بأسره .