فرنسا إذا انتصرت فبفريق إفريقي وإذا هزمت فمن فريق إفريقي

14 ديسمبر 2022 15:48

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور إدريس الكنبوري “مواقف الفرنسيين من مقابلة اليوم تعكس حالة التمزق الثقافي في فرنسا. من جهة فإن فرنسا ستلعب بفريق من الأفارقة؛ ومن جهة أخرى ستلعب ضد فريق بعض عناصره فرنسي الجنسية لكنه سيخوض المنافسة ضدها؛ في كلتا الحالتين فهي لا تملك شيئا؛ إذا انتصرت فبفريق إفريقي؛ وإذا هزمت فمن فريق إفريقي؛ وباختصار فإن فرنسا ليست هي التي ستلعب بل الأفارقة؛ ولن يكون نصيبها من المقابلة سوى الاسم”.

وأضاف الباحث المغربي في تدوينة له على حسابه في فيسبوك “بعض المتطرفين الفرنسيين من اليمين انتقدوا ازدواجية الجنسية وازدواجية الولاء؛ أمثال إريك زمور؛ وهم يعنون المغاربة في المنتخب المغربي؛ لأنهم منزعجون من أن هؤلاء يحملون جنسية فرنسا لكنهم سيلعبون ضدها. بيد أنهم سكتوا عن المنتخب الفرنسي الذي يتكون من الأفارقة ذوي الجنسية المزدوجة أيضا؛ وهذه مفارقة غريبة تعكس التمركز حول الذات”.

هذه المواقف، حسب الكنبوري “هي نفسها في المجال الثقافي؛ ففرنسا تؤمن بأن منح جنسيتها يعني الولاء لها؛ وأن عدم الدفاع عن ثقافتها معناه التنكر لجميلها. إن مقارنة بسيطة مثلا بين حالتي محمد أركون وطارق رمضان تلخص الصورة. قدمت فرنسا كل الدعم للأول وصنعت منه رمزا للإصلاح في الإسلام؛ بينما حاربت الثاني وقدمته رمزا للتطرف فيه”.

وتابع الكنبوري “ما يسري على فريقها الكروي المشكل من أفارقة يسري على غيره؛ فليست هناك كتيبة كروية فقط بل كتائب في كل مجال؛ وكما أن هناك فريقا في الكرة هناك فريق في الفرانكوفونية وفريق في الإصلاح الديني وفريق في العلمانية وفريق في السياسة؛ كل فريق يؤدي مهمة ضد أصوله الثقافية والوطنية لصالح فرنسا”.

وفي ختام تدوينته أكد الكنبوري، إنه “إذا كانت كرة القدم مجرد لعبة ويحدث فيها كل هذا وينتقل ماكرون مع وفد هام إلى قطر لمتابعة المقابلة اللاعبة؛ عليك أن تتخيل ماذا يحدث في مجالات أخرى ليس فيها مكان للعب ولا تقبل الهزل”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M