نقاش ساخن يدور في فرنسا هذه الأيام بشأن حوادث انتحار رجال الشرطة، حيث بلغ عدد المنتحرين منهم منذ بداية العام الجاري نحو 28 شخصا.
ودقت نقابات الأمن ناقوس الخطر مطالبة الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته بالتدخل لتفادي ارتفاع عدد المنتحرين.
وتؤكد الأرقام أن عدد المنتحرين من رجال الشرطة تضاعف خلال العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي حيث لم يتجاوز عددهم خلالها 14 شخصا.
ونقلت صحيفة لوباريزيان عن مندوب النقابة الأمنية فريديريك لاغاش قوله إن رجال الشرطة لا يكادون يجدون وقتا للراحة، حيث يتم استدعاؤهم كل أسبوع لمواجهة احتجاجات “السترات الصفراء” وتكون الضغوط عليهم هائلة.
وأضاف أن رجال الشرطة يعانون كذلك من عدم قدرتهم على الالتقاء بزوجاتهم وأطفالهم بسبب الانشغال في المواجهات في نهاية الأسبوع التي تبقى الفرصة الوحيدة لاجتماع الأسرة التي تعمل خلال أيام الأسبوع كله.
وبحسب خبراء، فإن الظروف المهنية الصعبة التي يعمل فيها رجال الشرطة تنضاف إلى مشاكلهم الاجتماعية والمالية فتشكل الظروف المثالية لنشوء فكرة الانتحار لديهم للخروج من كل تلك الأزمات، وغالبا باستخدام سلاح الخدمة.
وتقول لوباريزيان إن عدد المنتحرين من رجال الشرطة خلال ست سنوات بلغ 249 شخصا، أكثرهم عام 2014 حيث وصل العدد إلى 55.
وتطالب النقابات بخطة عاجلة لوقف هذه الظاهرة، محذرة من أن السيناريو الأسوأ قادم في حال لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحل المشاكل التي يغرق فيها رجال الأمن. وكالات