أكدت الحكومة الفرنسية أنها تتعامل بشكل حازم ومسؤول مع حلفائها في منطقة الشرق الأوسط الذين تربطها بهم علاقات استراتيجية تشمل محاربة الإرهاب، مشددة على أن السلاح الذي تبيعه إلى السعودية والإمارات يستخدم أساساً لأغراض دفاعية ولم يسجل حتى الآن سقوط ضحايا مدنيين بسبب استخدامه.
باريس التي تصر على أن الأسلحة التي باعتها للرياض وأبوظبي يتم استعمالها حصرياً في مواقف دفاعية ولا تستخدم للهجوم أو استهداف المدنيين، وجدت نفسها هذا الأسبوع في حرج كبير بعد أن كشف تحقيق لموقع “ديسكلوز” المختص في قضايا الدفاع بالتعاون مع منصات إعلامية فرنسية أخرى مثل “ميديا- بارت” و”فرانس-انفو”؛ معطيات مغايرة استناداً إلى وثيقة سرية صادرة عن إدارة الاستخبارات العسكرية، يعود تاريخ إعدادها إلى شهر سبتمبر الماضي.
هذه الوثيقة السرية التي تحمل عنوان: “اليمن- الوضع الأمني”؛ تتعلق بتقييم نشاط التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن وتتناول بالتفصيل دور واستخدام السلاح الفرنسي في المعارك ضد الحوثيين، وقد تم تقديمها في 3 أكتوبر الماضي خلال اجتماع سري عقد في الإليزيه بالتوازي مع إطلاق السعودية والإمارات معركة استعادة مدينة الحديدة على شاطئ البحر الأحمر.
وتؤكد الوثيقة أن التحالف ليس في وارد استعادة ميناء الحديدة أبرز موانئ اليمن وذلك رغم إطلاق هجوم موسع لاستعادة الحديدة شهر يونيو الماضي.
ورغم الانتقادات التي توجه إليها منذ عام 2015 والاتهامات المتكررة بالضلوع في جرائم الحرب التي يرتكبها التحالف بقيادة السعودية والإمارات في اليمن؛ تصر الحكومة الفرنسية على الاستمرار في تسليم الأسلحة لحليفيها في الشرق الأوسط، مع تبني أقصى درجات الحيطة خشية ثبوت استخدام السلاح الفرنسي في انتهاكات لحقوق الإنسان.
وتوضح الإحصائيات الصادرة عن إدارة الاستخبارات العسكرية الفرنسية صعوبة المهمة؛ حيث بلغ عدد المهمات العسكرية الجوية للتحالف منذ 2015 زهاء 150 ألف مهمة متنوعة بينها 18 ألفا خلال عام 2018 لوحده.
وتعتبر الوثيقة أن التدخل الإماراتي يبدو أكثر دقة من حيث العمليات وأكبر من حيث عدد الوحدات البرية خاصة في منطقة الحديدة. ويلاحظ استخدام فرقاطات وغواصات بحرية إلى جانب طوافات كلها فرنسية الأصل لتشديد الرقابة على المعبر المائي للمدينة وبالتالي يساهم التحالف من خلالها في تضييق الخناق على المدنيين وإحداث مجاعة في المنطقة.
وتؤكد الوثيقة أن الدبابات الفرنسية من طراز لوكليرك تم نشر العشرات منها في الخطوط الأمامية للقتال غير بعيد من مدينة الحديدة لكنها تؤكد أنها لم تستخدم في المعارك وكانت دائماً في موقف دفاعي. وكالات