فرنسا تطالب إفريقيا بـ”الشكر” ودول تستنكر

07 يناير 2025 09:16
شركة محروقات فرنسية لها فرع بالمغرب في قلب فضيحة بإفريقيا

هوية بريس-متابعات

نددت تشاد والسنغال بشدة بتصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الاثنين واتهم فيها دول أفريقيا بأنها “لم تشكر” بلاده على الدعم الذي قدمته للقارة في مكافحة ما وصفه بـ”الإرهاب”.

وقال ماكرون إن بلاده كانت “محقة في تدخلها عسكريا في منطقة الساحل ضد الإرهاب منذ عام 2013″، لكن القادة الأفارقة “نسوا أن يقولوا شكرا” لفرنسا على هذا الدعم.

وأضاف -خلال الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا في العالم- أنه لولا هذا التدخل العسكري الفرنسي “لما كان لأي من هؤلاء القادة الأفارقة أن يحكم اليوم دولة ذات سيادة”، وتابع بنبرة ساخرة “لا يهم، سيأتي الشكر مع الوقت”.

كذلك قال إن قرار سحب القوات الفرنسية من أفريقيا اتخذته باريس بالتشاور والتنسيق مع هذه الدول، مردفا “اقترحنا على رؤساء دول أفريقية إعادة تنظيم وجودنا، وبما أننا مهذبون للغاية، فقد تركنا لهم أسبقية الإعلان” عن هذه الانسحابات.

وأثارت هذه التصريحات استنكارا شديدا في كل من نجامينا ودكار.

وفي بيان أصدره وزير الخارجية التشادي عبد الرحمن كلام الله، أعرب عن “قلقه العميق عقب تصريحات ماكرون التي تعكس موقف ازدراء تجاه أفريقيا والأفارقة”.

وأكد الوزير التشادي أن “لا مشكلة لديه مع فرنسا”، لكن بالمقابل “يجب على القادة الفرنسيين أن يتعلموا احترام الشعب الأفريقي”.

وشدد على أن الشعب التشادي يتطلع إلى السيادة الكاملة والاستقلال الحقيقي وبناء دولة قوية ومستقلة.

كما أكد وزير الخارجية التشادي على “الدور الحاسم” لأفريقيا وتشاد في تحرير فرنسا خلال الحربين العالميتين وهو دور “لم تعترف به فرنسا أبدا”، فضلا عن “التضحيات التي قدمها الجنود الأفارقة”.

وأضاف أنه “خلال 60 عاما من الوجود الفرنسي كانت مساهمة فرنسا في كثير من الأحيان مقتصرة على مصالحها الاستراتيجية الخاصة، من دون أي تأثير حقيقي دائم على تنمية الشعب التشادي”.

بدوره، ندد رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو بتصريح ماكرون، مؤكدا في بيان أنه لولا مساهمة الجنود الأفارقة في الحرب العالمية الثانية في تحرير فرنسا من الاحتلال النازي “لربما كانت فرنسا اليوم لا تزال ألمانية”.

كما هاجم رئيس الوزراء السنغالي الرئيس الفرنسي بسبب تهمة “الجحود” التي وجهها لقادة الدول الأفريقية.

وقال سونكو إن “فرنسا لا تمتلك لا القدرة ولا الشرعية لضمان أمن أفريقيا وسيادتها. بل على العكس من ذلك، فقد ساهمت في كثير من الأحيان في زعزعة استقرار بعض الدول الأفريقية مثل ليبيا، مما أدى إلى عواقب وخيمة لوحظت على استقرار وأمن منطقة الساحل”.

يذكر أن فرنسا اضطرت رغما عنها لسحب قواتها من دول أفريقية عديدة في السنوات الأخيرة. وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ألغت تشاد الاتفاقيات العسكرية التي كانت تربطها بفرنسا.

وشددت السنغال على أن قرار إنهاء أيّ وجود عسكري فرنسي على أراضيها خلال العام الجاري اتخذته “كدولة حرة مستقلة دون مفاوضات” أو نقاشات مع فرنسا.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M