بالفيديو.. البيان الختامي في المؤتمر العالمي لنصرة قضية تركستان الشرقية
هوية بريس – وكالات
هذا البيان الختامي للمؤتر العالمي لنصرة قضية تركستان الشرقية (معًا لنصرة قضية تركستان الشرقية):
الحمد لله القائل: ﴿إِن يَنصُركُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُم﴾
والصلاة والسلام على حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل: ((مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى)).
في ملتقي الثقافات، ومركز الحضارات، وعاصمة الخلافة العثمانية اسطنبول، استجاب أبناء أمة الإسلام لدعوة انعقاد المؤتمر العالمي الأول لنصرة قضية تركستان الشرقية الذي نظمه جمعية علماء تركستان الشرقية، في الفترة ما بين ١١-١٣ من ذي القعدة لعام ١٤٤٣ هجرية، الموافق للفترة 10-12 من يونيو لعام 2022م، بحضور نخبة من العلماء والمفكرين والسياسيين والإعلاميين والناشطين الحقوقيين؛ من أكثر من أربعين دولة حول العالم، تآلفت قلوبهم بجلال محبة الله تعالى، وتجمعت كلمتهم صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص نصرة للمظلوم، وتلبية لصرخات المضطهدين، والمعذبين، والمخفيين قسريًا في سجون الصين الشيوعية الغاشمة الظالمة، فانطلقت فعاليات المؤتمر تحت شعار: (معًا لنصرة قضية تركستان الشرقية)، والتي ستكون بمشيئة الرحمن، باكورة النجاح، لمسيرة الكفاح وإنهاء الظلم عن تركستان الشرقية، وتقديم الدعم لقضيتها العادلة التي ناضل أبناؤها؛ لعقود طويلة، للوصول إلى استعادة وطنهم ودولتهم المسلوبة، باعتباره حقًا خالصًا كفِله الدين الاسلامي، وكافة الأديان السماوية والمواثيق الدولية.
وهدف المؤتمرُ إلى التعريف الشامل بقضية تركستان الشرقية باعتبارها من أهم القضايا الإنسانية في هذا العصر، وتم التدارس والتشاور للخروج بخطوات عملية جادة وفعالة، انطلاقًا من المسؤولية الإسلامية والإنسانية والقانونية، حيث يتوجب على كل مسلم ومسلمة التحرك لعمل ما يستطيع لنصرة إخوانه المسلمين في تركستان الشرقية.
وقد دعا المشاركون للتمسك الكامل الذي لا يقبل المساومة بحق الشعب التركستاني، في سيادته على أرضه، واسترجاع حقه المسلوب، والتنديد بجرائم العدوان الصيني، وجرائم حرب، وإبادة جماعية ممنهجة، واستنكار الصمت العالمي والأممي؛ تجاه ما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان في تركستان الشرقية، والدعوة إلى دراسة تنظيم مقاطعة فعالة للمنتجات الصينية، وعدم الانخداع بخطط الصين الاقتصادية الخطيرة، التي تهدف من خلالها ومن خلال القروض الهائلة إلى استغلال خيرات البلدان واحتلالها بطريقة غير مباشرة، ودعوة الحكومات والدول الإسلامية، وكذا العلماء والخطباء إلى تبني القضية، والدفاع عنها كواجب انساني وديني وأخلاقي، ودعوة المؤسسات والقنوات الإعلامية إلى دعم القضية التركستانية، والتعريف بها، على مختلف الوسائل.
واستنكروا بشدة ما تقوم به الحكومة الصينية بحق شعب تركستان الشرقية من إبادة جماعية، وجرائم فظيعة منها: امتلاء السجون والمعتقلات بالأبرياء من الرجال والنساء التى بلغ حسب إحصائيات الأمم المتحدة ما يقارب 5 مليون إلى 8 مليون، وتزويج المسلمات من الصينيين الملاحدة قسريا، وفرض التعقيم الإجباري، والدمج الاجتماعي واغتصاب السجينات والقاصرات وفصل الأبناء والبنات عن ذويهم ومنع اتصال الأسر فيما بينها بما في ذلك مَن في الخارج، وهدم المساجد أو تحويلها إلى مراقص ومتاحف وحرق المصاحف والكتب الدينية والثقافية وتدنيس المقدسات الإسلامية ومحاربة كل ما يمت إلى الإسلام بصلة مثل الحجاب والألبسة المحتشمة وفرض الثقافة الصينية بالقوة عن طريق المدارس والدورات والأنشطة المختلفة، ولتعتيم هذه الجرائم وإخفائها تقوم الصين بمنع المنظمات الحقوقية والإنسانية والصحفيين والناشطين من الوصول إلى الحقيقة ونقلها.
وشارك في المؤتمر ممثلون من دولة تركيا، ورؤساء اتحادات العلماء، والهيئات المختلفة، وأعضاء البرلمانات، ومفتو بعض الدول، كما حضر العديد من القنوات والوسائل الإعلامية لنقل فعاليات وبرامج المؤتمر.
وناشد المشاركون الدول والحكومات في العالم، والمنظمات والمؤسسات والهيئات المختلفة ولا سيما الدول الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي، للاهتمام بقضية تركستان الشرقية، وجعلها جزءا مهما من ملفاتهم الأساسية في الاجتماعات والمؤتمرات والمشاورات، للضغط على الصين.
وقد وجه المنظمون والمشاركون رسالة شكر وعرفان وامتنان لتركيا حكومة وشعبا لدعمهم المهاجرين من أبناء تركستان الشرقية، وعلى حسن استضافتهم هذا المؤتمر العالمي الأول، آملين أن يستمر هذا الدعم والاحتواء للقضية، راجين من المولى عزوجل أن يحفظ تركيا وشعبها من كل سوء ومكروه، وأن يديم أمنها واستقرارها، وأن يجعلها ذخرًا للإسلام والمسلمين.