فيديو.. “شرع اليد” بالسويد.. منظمة تنفذ اعتداءات عنيفة بحق المتحرشين بالأطفال

فيديو.. “شرع اليد” بالسويد.. منظمة تنفذ اعتداءات عنيفة بحق المتحرشين بالأطفال

هوية بريس – متابعات

تتابع محكمة “آنغَرمانلاند” في السويد قضية مثيرة للجدل تتعلق بخمسة شبان من مدينة “أورنشولدسفيك”، ينتمون إلى منظمة تطلق على نفسها اسم “Pedo Hunting Sweden“، والمتهمة بتنفيذ اعتداءات عنيفة ضد أشخاص يُشتبه في أنهم متحرشون بالأطفال.

القضية الرئيسية تدور حول حادث وقع في ماي من العام الماضي، حين استدرج أفراد المجموعة رجلا إلى لقاء عند محطة السفر المركزية في أورنشولدسفيك، قبل أن يتعرض لاعتداء وحشي جرى تصويره ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمنظمة، فيما وصفه الادعاء بأنه “انتهاك جسيم للخصوصية”.

المدعية العامة إيدا أَنِّرستيدت طالبت بإصدار أحكام لا تقل عن عامين ونصف من السجن ضد ثلاثة من المتهمين الذين يُعتقد أنهم شاركوا في تنفيذ الاعتداء ونشر الفيديو، مؤكدة أن الواقعة تمثل جريمة اعتداء جسيم وانتهاكًا صارخًا للقانون.

القضية تشمل أيضًا حوادث أخرى من الاعتداء والتخريب ارتكبها المتهمون في فترات مختلفة، من بينها تخريب سيارة شرطة، وهي التهمة الوحيدة التي اعترف بها اثنان من الشبان.

أربعة من المتهمين الخمسة ما زالوا رهن الاعتقال الاحتياطي منذ أكثر من شهر، ومن المقرر أن يصدر الحكم في القضية يوم 29 أكتوبر الجاري.

تكشف قضية “صيّادي البيدوفيليين” في السويد عن معضلة عالمية تتجاوز حدود الجغرافيا كيف يمكن للمجتمع أن يواجه الانحرافات الأخلاقية والجنسية الخطيرة، مثل البيدوفيليا والشذوذ والزنا، دون الانزلاق إلى فوضى “شرع اليد” أو العدالة الميدانية؟

في السياق المغربي، يكتسي هذا النقاش أهمية خاصة، إذ تشهد البلاد بين الحين والآخر ردود فعل شعبية غاضبة تجاه مظاهر الانحلال الأخلاقي أو التحرش بالأطفال، وسط دعوات متزايدة لتشديد العقوبات وتفعيل القانون بحزم. غير أن التجربة تُظهر أن العدالة الحقيقية لا يمكن أن تُمارس في الشارع العام، وأن حماية القيم والمجتمع يجب أن تمر عبر المؤسسات الشرعية والقضائية، والتربية الدينية، والرقابة الأسرية والمجتمعية.

إن الشذوذ والبيدوفيليا والزنا ليست مجرد انحرافات فردية، بل تهديدات لبنية الأسرة والأخلاق العامة، ومواجهتها تتطلب وعيا جماعيا وإصلاحا تربويا وتشريعيا متكاملا، لا ردود فعل غاضبة أو حملات انتقامية عشوائية. فبين التسيّب الأخلاقي وشرع اليد، يجب أن يظل المغرب وفيّا لمنظومته الإسلامية التي تقوم على العدل والرحمة وحماية الضعفاء، وفي مقدمتهم الأطفال.