فيديو نصاب 800 درهم يروج معلومة خاطئة أو غير دقيقة قد توقع مزيدا من الضحايا!

هوية بريس – مصطفى علام

الخميس 21 يناير 2016

حقيقةُ الأمر أن هذه الطريقة قديمة جدا لها أكثر من عشر سنين وقد شهدتُ بعيني منذ ست سنوات أو خمس نصبا بهذه الطريقة في إحدى المكتبات ونبهتُ صاحبها أنه قد سرقت منه 400 درهم، لكنه رفض أن يعُد أو يصدق أنه قد خُدع حتى ابتعد اللص! ولذلك فإنهم يركزون على حسن نية الناس وثقتهم.

قضيتها سهلة كما في الفيديو يعطيك مجموعة من أوراق 20 درهم لتجمعها له في أوراق أقل. قد يعطيك 1000 درهم أو 2000 هكذا في الغالب. إن أعطاك ألفي درهم سيسرق منك 800 وإن أعطاك ألفا واحدة سيسرق منك 400.

وسبب اختيار المبلغين أن الأوراق النقدية إذا كثرت ثم حذف منها شيء لا يُنتَبَه له، كما أن سرقة تلك القيمة تحديدا فقط لأنه لا يستطيع أخذ نصف المبلغ حتى يَبقى حجم الأوراق مقبولا ولا يحدث عندك شك سريع، ويمكن أن يأخذ أقل من ذلك.

العامل الأساس لهذا النصب أمور:

* إلهاؤك وشغلك أو أن يأتي لإنسان مشغول أصلا، أو يشتت انتباهك ولو كنتَ لوحدك.

* ثم وجود ورقة ناقصة حتى يتمكن من عدها من جديد إما مرة أو مرتين في إحداها يسرق لك المبلغ بطريقة ذكية فيها شيء من الخِفَّة.

* وأهم نقطة فيها أن لا تعد من جديد قبل تسليمه المبلغ الكامل!

* يقوم بجمع الأوراق التي سيسحبها حتى يسهل إخفاؤها بقبضة اليد.

* يحرص على أن تكون عيناك في أثناء سحبه للأوراق تنظر لغير يديه.

* غالبا ما يلبس “جيلي” أو بدلة فيها جيوب واسعة حتى يستطيع إخفاء الأوراق بسرعة دون أن ينتبه الضحية.

في الصفحة التي خصصت لتحذير الناس من هذا الأمر وكذا الفيديو خطئان:

الخطأ الأول: ظنهم أنه متخصص في سرقة 800 درهم فقط. بل هناك من هو متخصص في سرقة 400 لأنه يتعامل بنصف المبلغ الذي يتعامل به الآخر. وهناك غير ذلك.

والثاني: ظنهم أنه شخص واحد. والأمر ليس كذلك بل هناك عدة أشخاص يعرفون هذه الطريقة ويستخدمونها باحترافية وجلهم كبار في السن.

كما أن هناك طرقا أخرى لسرقة المال بالاعتماد على الصرف والخفة والإلهاء ومنها أن يعطيك مبلغا صغيرا لتجمعه له في ورقة واحدة ولا يسلمه لك بل يظهره فقط وعندما تجمعه وتعطيه إياه يضيف عليه مثيلا له ويقول لك اجمعه لي في ورقة واحدة. مثلا يطلب منك أن تجمع له 50 درهما مصرفة فإذا لم تنتبه وأعطيته إياها قبل أن تأخذ قيمتها فإنه يمسكها بيد ويضع باليد الأخرى فوق يدك 50 درهم التي عنده مصرفة ويقول لك اجمعها لي في ورقة 100! فإن فعلت ضاعت عليك 50 درهم وقد يفعلها في مائة كذلك! وهذا يعتمد على انتباهك ومدى انشغالك أو فطنتك أو حتى سذاجتك خاصة وأن من يفعلون هذا كلهم كبار في السن!

وهناك طرق أخرى كثيرة، أكثرها يعتمد على الخداع البصري وخفة اليد وسذاجة وثقة الناس حتى إن منهم مَن يشك في نفسه عندما يجد الأوراق قد نقصت لأنه سبق وعدها مرة أو أكثر وعُدَّت أمامه قبل أن تنقص بل منهم من يظنهم يستخدمون السحر.

وهناك فعلا حالات لا يمكن تفسيرها إلا بالسحر مثل أن يعطيك ورقة نقدية تراها بعينيك ورقة نقدية ثم عندما تدخلها في جيبك وتخرجها تتحول إلى قطعة من ورق الجرائد أو ورقة عادية!

المهم من ذلك أنه ينبغي للمتعاملين بالأموال الكثيرة الانتباه وعدّ المال بعد كل استلام بتركيز وعدم الثقة، فالخداع يتم على مستويين بصري ونفسي فما يمكنهم خداع شخص حريص لا يثق ويعد مرة ثانية أو ثالثة قبل تصريف المبلغ المالي، ويمسك المال بيده قبل تصريفه أو جمعه. ولكن المشكلة أن أساليب الخداع في الأموال كثيرة وكلما كشفت واحدة ظهرت أخرى ثم تمر مدة فيقوم البعض بإحيائها!..