“فاجعة آسفي” تكشف وجهًا مظلمًا لاستغلال مآسي المغاربة

16 ديسمبر 2025 18:44
تداول محتوى مضلل حول فيضانات آسفي على مواقع التواصل الاجتماعي

هوية بريس – متابعات

في خضم الصدمة التي خلّفتها الفيضانات العنيفة التي ضربت مدينة آسفي، تزامن تداول مشاهد الفاجعة مع موجة من المحتويات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي، استغلت الحدث الإنساني المؤلم لنشر مقاطع فيديو مفبركة أو خارجة عن السياق، ما زاد من تشويش الرأي العام وتعقيد فهم حقيقة ما جرى.


فيضانات استثنائية وخسائر جسيمة

شهدت مدينة آسفي، يوم الأحد 14 دجنبر 2025، تساقطات مطرية استثنائية تجاوزت 60 ميليمترا خلال ثلاث ساعات فقط، وفق معطيات المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك.

وتحولت السيول الجارفة إلى فيضان اجتاح عددا من أحياء المدينة العتيقة، حيث بلغ منسوب المياه نحو ستة أمتار، مخلفا، حسب حصيلة أولية، مصرع أزيد من 30 شخصا وعشرات المصابين، فضلا عن خسائر مادية كبيرة.

مقاطع مفبركة وخارجة عن السياق

بالتزامن مع الانتشار الواسع لصور ومقاطع الفاجعة، رصد تقرير لمنصة “غربال” لجوء عدد من الصفحات إلى نشر فيديوهات مولدة بالذكاء الاصطناعي أو قديمة ومنسوبة خطأ لفيضانات آسفي، بهدف حصد التفاعل واستغلال تعاطف المتابعين.

ومن بين هذه الصفحات، صفحة تحمل اسم “الحدث 24 لبنان والشام”، نشرت مقطع فيديو يظهر سيولا تجرف سيارة نقل تقل ركابا، مع الادعاء أن المشاهد من المغرب، مرفقة بوسم #فيضانات_آسفي.

غير أن التحقق عبر البحث العكسي أظهر أن الفيديو نُشر سنة 2022، ويوثق حادثة وقعت في إيران.

ذكاء اصطناعي في خدمة التضليل

كما رصد التقرير مقطع فيديو آخر نشرته صفحة “Challenges infos”، التي يتابعها أكثر من 145 ألف شخص، وحقق خلال 24 ساعة ما يفوق 52 ألف مشاهدة.

وبعد التحقق، تبيّن أن الفيديو مركّب من مشاهد مولدة بالذكاء الاصطناعي، ولا يمت بصلة لفيضانات آسفي.

وكشف تحليل المقاطع عن مؤشرات واضحة للتزييف، من بينها تشوهات في الكتابة على الجدران واللافتات، وأشكال غير منطقية للمباني ولوحات ترقيم السيارات، إضافة إلى مشاهد غير واقعية، كظهور انفجار أحد المنازل نتيجة صاعقة رعدية.

فيديوهات قديمة تُعاد إلى الواجهة

وفي السياق ذاته، تداول مستخدمون مقطع فيديو يوثق إنقاذ كلبة لجروها من الغرق، وحقق أزيد من 177 ألف مشاهدة، مع الادعاء أنه صُوّر أثناء فيضانات آسفي.

إلا أن البحث العكسي أظهر أن المقطع نُشر قبل الفاجعة بأيام، ويوثق سيولا شهدتها محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، حسب ما أكدته وسائل إعلام عراقية رسمية.

تحقيق قضائي ومتابعة رسمية

على المستوى الرسمي، أفادت وكالة المغرب العربي للأنباء بأن عمالة إقليم آسفي احتضنت، يوم الاثنين 16 دجنبر 2025، اجتماعا طارئا خُصص لتقييم حجم الأضرار وتدارس الإجراءات الاستعجالية للتخفيف من آثار الفيضانات وضمان سلامة المواطنين.

كما أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بآسفي عن فتح بحث قضائي بواسطة الشرطة القضائية، للوقوف على الأسباب الحقيقية للفاجعة وكشف ظروفها وملابساتها.

بين المأساة والمسؤولية الرقمية

تكشف هذه الوقائع كيف تحولت فاجعة إنسانية إلى مادة للتضليل الرقمي، في وقت يفترض فيه أن تتحمل الصفحات والمؤثرون مسؤوليتهم الأخلاقية والمهنية.

فالتلاعب بمشاعر المواطنين ونشر محتوى زائف لا يسيء فقط للحقيقة، بل يضاعف من آلام الضحايا وأسرهم، ويؤكد الحاجة الملحّة إلى تعزيز الوعي الإعلامي والتثبت من مصادر الأخبار قبل تداولها.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
16°
الخميس
16°
الجمعة
16°
السبت
16°
أحد

كاريكاتير

حديث الصورة