في الجبهة المعارضة بالأطلس الصغير (1929م)

04 أغسطس 2025 22:41

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

في الجبهة المعارضة بالأطلس الصغير (1929م)

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

في الجبهة المعارضة -بالأطلس الصغير- (1929م).

حركة هامة مختلفة حدثت في الشهور الأخيرة على الجبهة، حيث أدت لنتائج مثيرة في الجنوب.

أولا في 11 يولوز وقَع إبراهيم أوبلعيد، زعيم قبيلة أيت امريبط، في يد الكلونيل ماراطوش، كومندار منطقة أكادير، الذي تمتد حدوده حوالي 150كلم على طول نهر درعة، بين واحة آقا ووادي تمنار، ليصل الإستسلام والخضوع إلى حوالي 200كلم، جنوب تارودانت، وقد تم استسلام إبراهيم في بلدة إينغرم.

في 3 غشت أعلن في بلاغ بالرباط، أن الوضع على تخوم اكلاوة، بتودغة، ودادس العليا، يتطور بشكل إيجابي، وقد أدى العمل الفعال للغاية لقواتنا الجوية، إلى تفريق حركة آيت عَطَّا، التي تشكلت بتأليب من المحرض سعيد، من صاغرو، بهدف الضغط على السكان المحتشدين في دادس العليا.

وقد عززت الإجراءات الوقائية التي اتخذتها منطقة مراكش، والعمل السياسي المكثف للكلاوي، لتقوية ثقة السكان في هذا الجزء، من مسيراتنا شبه الصحراوية، وأمام فشل محاولته، أفادت التقارير، أن سيدي سعيد عاد إلى تافلالت.

عاد كل من الجنرال كومندار منطقة مراكش، وكومندار إقليم أكادير إلى مقرهما، بعد تلقيهما تعليمات من الرباط، بعث بها السيد أبان بلان، مندوب الإقامة العامة، بشأن خطوات الاستسلام، المتخذة في تزنيت، من قبل القبائل المنشقة، في الأطلس الصغير.

احتلال وتنظيم هذه القبائل، يجب أن يتم بالتدريج، وذلك لتكييف وسائل العمل التي نعتمدها حاليا في التنفيذ، لضمان السيطرة والحماية عليها، من خلال إنشاء مسالك طرقية، ومراكز استعلامات، وقوات كُوم ومُشَاة من الأهالي.

من المناسب ربط الحركة التي يجري التحضير لها في منطقة أغادير، بالطلب الذي قُدِّم مؤخرا في تزنيت من قبل السي عبد الواحد ماء العينين، شقيق خصمنا القديم الهيبة، وأخيه طَبْعاً السي لمْرَبِّيه ربُّو، المُدَّعي الحالي في كردوس، السي عبد الواحد تقدم تلقائيا داخل خطوطنا ليقدم استسلامه، وهو أول فرد من عائلة ماء العينين يُسَجَّل اقترابه من المخزن، وقد أقام في مراكش منتظرا حلول السلطان بها، ليقدم له بيعته.

السيد أربان بلان مندوب المقيم العام، أرسل الرسالة التالية إلى الجنرال هوري كومندار منطقة مراكش.

عزيزي الجنرال:

السيد المقيم العام اطَّلع بواسطتـي عن حركة الإستسلام التي يجري التحضير لها في إقليم أكادير، فبعث من باريس البرقية التالية التي يسعدني إبلاغكم بها:

“أوافق بشكل كامل على الترتيبات التي تم اتخاذها بشأن استسلام ناحية الأطلس الصغير، أرجو أن تعرب عن عميق رضاي للجنرال هوري، الكولونيل ماراتوش، والضباط الذين شاركوا بفعالية في هذا الحدث السعيد”.

أود أن أشارككم هذا التكريم، معربا لكم ولضباط إقليم أكادير، عن تهنئتي الشخصية، بالنتائج الموفقة التي حققها العمل السياسي، في منطقة الأطلس الصغير.

أما بالنسبة لجبال البربر وتافلالت، فقد كانت إرادة الحكومة والبرلمان، دائما إرادة انتظار يقظة وحذر، وهوما يُكلِّف، علاوة على ذلك، تضحيات تضاف لقائمة التضحيات الطويلة أصلا، وهكذا دارت معركة ضارية في شتنبر بأتْشانا، ناحية بودنيب، كما جاء في البرقية التالية:

في صباح الثامن من شتنبر 1929 امْخازْنِيَّة عطشانة أثناء عملهم في حَشِّ الحلفاء، تعرضوا لإطلاق نار من مجموعة صغيرة من المنشقين، المجموعة الفرنسية المتمركزة في الموقع، والتي قوامها حوالي 70 رجلا انطلقت على الفور لملاحقة مجموعة الجيش المشار إليه.

خلال تلك الملاحقة، تعرضت المجموعة المتقدمة من المجموعة الفرنسية، لكمين من قبل الجزء الرئيسي من الجيش، والذي قدر عددهم بحوالي 100 بندقية.

أما بقية المجموعة الفرنسية، التي كانت متورطة بشكل خطير، فقد تم تحريرها بتدخل سيارات مدرعة كانت تتبع القافلة النظامية القادمة من بودنيب.

كانت الخسائر 22 جنديا من بينهم ضابط صف فرنسي، و10 جرحى من بينهم ضابط صف فرنسي ورامي فرنسي.

تم تنبيه جميع القوات في محيط أرفود وبودنيب، لإرسالها وحدات كي تلاحق الجيش الذي اعتُقد أنه ما زال موجودا في المنطقة الواقعة شمال بودنيب.

في منطقة تادلا، أفادت الأنباء في 16 غشت 1929، أن القوات المساعدة لقطاع أغبالة، غادرت بوُ-إملال لتحتل موقع تيزيوين، صباح 14 غشت، قد باشرت قواتنا النظامية على الفور أعمال تنظيم الدفاعات، هذا الاحتلال الذي لم يثر أية ردود فعل تستوجب ضرورة تعزيز دفاعاتنا في هذا القطاع، الذي يشكل حتى الآن فجوة خطيرة بين موقع بيفيرت شمالا وموقع أغبالا جنوبا.

سيتم الآن سدّ هذه الفجوة من خلال موقع تيزيوين المحاذي لموقعي تيفيرت وبوناس، للتصدي خلال فصل الشتاء لأي توغلات محتملة، من الجيوش، وهي جبهة مجهزة تجهيزا جيدا، تضمن الحماية الكاملة للقبائل المحتشدة في هذه المنطقة.

وفي السياق نفسه، يُجرى العمل على تعزيز معداتنا الدفاعية، في قطاع برح آيت يعقوب منذ نهاية يونيو بما في ذلك إنشاء نقاط دعم الطرق المؤدية إلى المواقع، وطريق دائري وهي حاليا على وشك الاكتمال.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنظره في: maroc , sur le front dissident

بـ: نشرة إفريقيا الفرنسية 1929 /ص:441-442.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
8°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة