في ذكرى ثورة التحرير.. ماذا بقي في ذاكرة الجزائريين؟
هوية بريس – وكالات
لم تستطع السنوات الـ56 المنقضية منذ نيل الجزائر استقلالها أن ترهق الذاكرة الجماعية لشعب المليون شهيد، المثقلة بأوجاع وآلام كابدها لأزيد من قرن وثلاثة عقود جراء ظلم وغطرسة المستعمر الفرنسي، وهو يحتفل اليوم بالذكرى الـ64 لاندلاع ثورة التحرير.
“أنا ما نسيتش”، عنوان حملة كان أطلقها الإعلامي الجزائري حمزة دباح وتبناها الشباب الجزائري والتف حولها كما فعل الشعب قبل 63 عاما حين قررت جبهة التحرير الوطني الثورة على المحتل الغاصب.
وتعني “أنا مانسيتش” باللهجة الجزائرية “أنا لم أنس”. وتظهر ومضة ترويجية للحملة مجموعة من الشباب الجزائري يؤكدون أنهم لن ينسوا ما فعله المستعمر الفرنسي بحق أجدادهم من فظاعات.
يتساءل رمضان، وهو طالب حقوق بجامعة الجزائر، “كيف تنسى الذاكرة الجزائرية ندوبا على جسد شعب حين جُعل من أراضي البلاد مخبرا لتجارب أسلحة دمار شامل نووية وأخرى كيميائية قامت بها فرنسا في مواقع عدة من الصحراء الجزائرية؟”.
بدوره، يقول محمد عبد المؤمن، وهو شاب جزائري اختار المجازفة بحياته والهجرة بطريقة غير قانونية لفرنسا قبل ثلاث سنوات، إنه لم يفر من الوطن كما يحاول البعض القول، بل فرّ من واقع لا يشبه ذاك الذي مات من أجله ملايين الشهداء قبل ستين سنة وما يزيد.
ويضيف عبد المؤمن -الذي يعمل بأحد حقول جني العنب في فرنسا- باستغراب “ما يقارب الستين عاما من الاستقلال ولا نزال نسمع الجملة الشهيرة أننا حديثو عهد بالاستقلال، ليبرروا ما وصل إليه حال الشباب اليوم”.
يقول عبد المؤمن إنه مجبر على العيش بفرنسا لأنها الأقرب للجزائر والأسهل في “الوصول” من خلال القوارب، فقد أجبره الظرف الاجتماعي على المكوث في أوروبا رغم صعوبة الوضع والتخلي عن عيش يؤرقه في بلاده.
أحمد، طالب بيولوجيا بجامعة باب الزوار في العاصمة الجزائر، عبّر في حديثه للجزيرة نت عن فخره بماضي أجداده، قائلا إنهم “صنعوا واحدة من أعظم الثورات التحررية في تاريخ البشرية حين واجهوا الدبابات والرشاشات الفرنسية بصدر خلق ليكون حرا”.
في المقابل، قال الأستاذ أسامة حوحو، وهو حفيد الشهيد الجزائري أحمد رضا حوحو، إن “الشّعب استرجع حريته ودولته المغيبة، لكن البعض خانوا اليوم عهد الشهداء”.
وأشار أسامة حوحو في حديثه للجزيرة نت إلى أن “الثورة التحريريّة التي يتغنى بها الجميع اليوم، لم تكن للأسف سوى حلم جميل سرعان ما استيقظنا منه، فوجدنا أنفسنا نعيش العيشة نفسها التي رفضها آباؤنا وأجدادنا، يوم رفعوا السلاح في وجه القوى الغاصبة، فزهقت أرواحهم في سبيل تغييرها نحو الأفضل”.
وفي تدوينة له على منصة فيسبوك، قال الإعلامي الرياضي الجزائري حفيظ دراجي “نحتاج إلى نوفمبر جديد، يتوافق على صياغته الجيل الجديد، يكتبه الأحرار وليس الأشرار، تنفذ بنوده الكفاءات وليس أصحاب الولاءات”.
وطالب دراجي “ببيان يكون وطنيا دون جهوية، يجمع ولا يقصي، يوحد ولا يفرق، ينشر الحب لا الحقد، يستند على الشعب وليس على رجل واحد بعدما ولى زمن الرجل المعجزة”.