في ذكرى وفاته.. وزير سابق يحكي التفاصيل التي عاشها مع الراحل “عبد الله بها”

07 ديسمبر 2020 13:19
نضال عبد الله بها بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة من أجل إحداث المسجد واستمراره ومنع بيع الخمور

هوية بريس- عبد الصمد إيشن

حكى كاتب الدولة (الوزير) السابق المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، خالد الصمدي، في الذكرى السادسة لوفاة القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد الله بها، الذي توفي في حادثة سكة في 7 دجنبر 2014، تفاصيل عاشها الوزير السابق إلى جانب الراحل بالديوان الخاص برئيس الخكومة عبد الاله بنكيران أثناء الولاية الحكومية 2016-2011، تأثرا بذكرى رحيل هذا المناضل والوطني الفذ.

وقال الصمدي في كلمته المنشورة على موقع الحزب، أن بها كان يستقر رئيس الحكومة  في مكتب عتيق يشعر الداخل إليه  بهيبة خاصة، كونه يختزن جزءا من تاريخ المغرب ورجالاته، مكتب كخلية نحل  طيلة اليوم بالنظر  لما يجري فيه وحوله من الوقائع  والاحداث، وفي جو من التعبئة المتواصلة التي يعرفها ديوان رئيس الحكومة بمختلف مكوناته من إدارة ومستشارين، كنت  آخذ الوقت الكافي لدراسة  وإعداد الرأي الاستشاري، لأخلص إلى رأي  أثبته  في بطاقة ناظمة مخصصة لهذا الغرض، ثم أجمع ملفاتي قاصدا مكتب السيد رئيس الحكومة، لأبسط أمامه في حدود الوقت الذي يمنحني  إياه ما خلصت إليه”.

واسترسل الصمدي، “كنت أستمع  في الغالب الأعم  إلى أسئلة  واقعية ذات طابع سياسي دقيق، مشفوعة بوقائع ومعطيات جديدة ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار ، وتختم بتوجيهات هادفة إلى مزيد من تعميق النظر خاصة في القضايا الشائكة التي تتطلب  أناة وصبرا ثم يختم كلامه بالقول:  وشوف هاد شي مع السي عبد الله  وارجع عندي، هكذا كان العمل إلى جانب السيد رئيس  الحكومة السابق  الأستاذ عبد الإله بن كيران”.

وتابع المتحدث “أنه قد تكررت منه  هذه العبارة باستمرار كلما عرضت عليه رأيا استشاريا يتطلب المزيد من التروي والعمق وأخذ مسافة من  ضغط الأحداث وإن كانت المعطيات المتوفرة فيه كافية وشافية،  ألملم ملفاتي  وقد سجلت معظم الملاحظات والتوجيهات والتدقيقات المطلوبة ثم أتوجه الى مكتب السي عبد الله، أطرق الباب برفق، فقد كان لهذا المكان في نفسي حرمة خاصة، وبعد أن يؤذن لي بالدخول كنت أشعر بهدوء المكان فيستقبلني السيد وزير الدولة واقفا ومرحبا فيبادرني بالسؤال عن  حال الصحة والعافية الروحية والبدنية أولا ثم أسمع منه حكما متتالية في الصبر على المكاره،  والإخلاص لله في خدمة الوطن وثوابته مهما كانت الإكراهات، ثم تذكير دائم بأن مواجهة الصعوبات من سنن الإصلاح، وأن ثماره لن تظهر الآن”، مضيفا “وبعد هذه الحصة  من  الشحن الإيجابي يبادرني رحمه الله بالقول: إيوا دابا سي الصمدي كيف حال التعليم؟، أشعر أن الرجل قد منحني كل كيانه ووجدانه فأشرع في بسط  ما جئت من أجله على وجه التفصيل، فأقلب الموضوع من مختلف جوانبه،  وأخلص إلى ما انتهيت إليه  من اجتهاد، فيجيبني بكلام قليل يفتح عيني على طريق ثالث لم أفكر فيه،  أو معلومة يزودني بها من عميق خبرته،  أو استنتاج من حدث جديد أو واقعة حضرها، لتشكل فتحا جديدا في الموضوع يختصر الجهد للوصول إلى الرأي  الصائب من أقصر طريق، فأدمج خلاصاتي بحكمته وأعيد ترتيب ملفي قبل التوجه الى مكتب  السيد رئيس الحكومة في موعد جديد”.

وختم الصمدي مقاله بالقول ” هكذا كنت أدخل  إلى مكتب الحكيم لبسط رأي فأخرج بخبرة جديدة مع حكمة في التصريف،  وفِي كثير من الأحيان كنت أسمع منه موقفا لم يكن في الحسبان، لم يحن له أوان، وغالبا ما أكتشف  صوابه  مع مر الزمان، اللهم ارحم هذا الرجل العظيم وأسكنه الجنة فضلا منك ونعمة، فقد كان بحق مدرسة عنوانها لتروي والحكمة”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M