كشف برنامج “ما خفي أعظم” الاستقصائي، عن حصوله على ملف من الوثائق الحصرية التي تكشف الجانب الخفي من عمل الشركات الكبرى التي تحتكر سوق صناعة اللقاحات والأدوية دوليا، والتي تنشط حاليا بشكل فاعل وحثيث في إنتاج لقاح ضد فيروس كورونا، حيث يوجد أكثر من سبعين دواء ولقاحا محتملا لفيروس كورونا تحت التجربة.
ووثق التحقيق الاستقصائي الذي يحمل عنوان “تجارة الوباء” (2020/5/17) ويبث على قناة الجزيرة؛ قضايا تورطت فيها الشركات الكبرى في إنتاج أدوية ولقاحات ضد أوبئة سابقة، ولقيت ردودا واسعة، وأثارت تساؤلات عدة حول شفافية ونزاهة هذا القطاع.
ووصل معد البرنامج إلى علماء وباحثين ومحققين رووا شهاداتهم في هذه القضية. وتم الرجوع إلى وباء إيبولا، الذي خلف وراءه آلاف الإصابات والوفيات، وما يثير الانتباه هو الاستجابة البطيئة للوباء، كما وصفتها منظمة أطباء بلا حدود، فقد استغرق الأمر ثمانية أشهر لإعلان حالة طوارئ دولية.
تمكن البرنامج من الوصول إلى الدكتور غاري كوبينغر مكتشف لقاح فيروس إيبولا، الذي قال إن جهودا أكبر تبذل اليوم لإيجاد لقاح لفيروس كورونا، إذ تم تكريس موارد كثيرة على المستوى الدولي مقارنة مع ما كان عليه الأمر أثناء انتشار فيروس إيبولا. مشيرا إلى أن الفيروس لم يكن ينظر إليه على أنه مشكلة للصحة العامة، ولم ينظر للقاح على أنه قادر على جلب ما يكفي لدفع تكاليف تطويره.
وحصل البرنامج على وثيقة سرية تثبت حصول شركة “ميرك” الأميركية على رخصة إنتاج لقاح إيبولا عام 2014، لكن اللقاح لم ينتج إلا سنة 2016. وردت الشركة على الاتهامات الموجهة إليها بخصوص تأخير إصدار لقاح إيبولا بأنها غير صحيحة.
وانتقدت وثيقة صادرة من منظمة الصحة العالمية سنة 2014 شركات إنتاج الدواء بشأن تأخرها في إيجاد لقاح لفيروس إيبولا، الذي كان يقتصر تاريخيا على الدول الأفريقية الفقيرة وصناعة اللقاحات المربحة لا تستثمر في اللقاحات التي لا تستطيع الدفع. في حين تظهر أحدث البيانات المالية للشركات الدوائية الكبرى لعام 2019 أن عائداتها فاقت ثلاثمئة مليار دولار أميركي.
وتمكن فريق البرنامج من الوصول إلى وثائق تظهر ممارسات الشركات الدوائية ونفوذها المثير للجدل في الحالات الوبائية التي شهدها العالم. إذ أوضحت مديرة مبادرة الصحة في منظمة الشفافية الدولية رايتشل كوبر، أنه من ضمن حالات الفساد في اللقاحات تفشي وباء إنفلونزا الخنازير، وبعد جهود كبيرة كشفت عن نتائج التجارب السريرة تبين أن ” تاميفلو” لم يقم بأكثر مما يقوم به “الباراسيتامول”، ولكن العالم أنفق 18 مليار دولار على تخزين كميات هائلة من ذلك العقار لاعتقاده أنه يمثل حلا للمشكلة.
من جهته، قال كلاينتون هالونين المحامي الموكل بقضية ضد شركة “روش” الدوائية إن هذه الشركة خدعت دول العالم من خلال حملاتها التسويقية، وزعمت أن هذا العقار ربما لن يكون متوفرا، ولذلك سارعت الدول إلى شرائه.
بدورها، قالت إيرين شبير معدة تقرير “التجارب غير الأخلاقية للشركات الدوائية” إن الكثير من أدوية السرطان جُربت عام 2016 في مصر من دون علم وموافقة المرضى. ولكن شركة “روش” السويسرية أبلغت فريق البرنامج أن التجارب التي جرت في مصر كانت بموافقة وزارة الصحة المصرية. الجزيرة