في طريق الدعوة.. سلامة الدين أولى من سلامة النفس

هوية بريس – ذ.ادريس دريسي
الدعوة إلى الله ليس طريقا للراحة والاغتناء كما توهمه الكثير من الدعاة والعلماء؛بل هو طريق تحفه الأشواك وتحيط به الأهوال، يسعى العاقل فيه ما استطاع إلى الجمع بين سلامة دينه ودنياه، فإن تعارضا قدم سلامة دينه على سلامة نفسه وماله؛
والداعية إلى الله في مقارعته للباطل يحتاج إلى ذكاء وفطنة، وقوة وحكمة، فيقبل زمن الإقبال، ويدبر زمن الإحجام والإدبار، يستغني عن اللفظ والعبارة ما وسعه التلميح والإشارة؛ فإن دعي إلى النزال ووضعت أراؤه ومواقفه في الميزان، فحينها لا مفر له من الإقدام ، فإن تكلم أسمع، وإن ضرب أثخن وأوجع، لا يعطي الدنية في مبدإ أو دين، ولا يخشى في طريقه إلا رب العالمين ﴿قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.
فإن سلم -والحالة هذه- فتلك مكرمة ربانية، ومنحة إلهية، وإن امتحن أو أوذي، فتلك سنة الله في الأولين من الأنبياء والمرسلين، ومن اختار طريقهم ورضي لنفسه حمل لواء الدعوة بعدهم، والعوض في ذلك ممن فوض أمره إليه وباع نفسه إليه ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ).
وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه.



