في قضية فلسطين كن ذكيا أو أصمت..
الرأي أن لدينا الآن في قضية فلسطين ثلاثة أطراف: المقاومة و هي على حق، من جهة، و الصهاينة و الشيعة، من جهة أخرى. الصهاينة عدو مباشر للمقاومة، و أما الشيعة فتتظاهر بعداء شامل للصهاينة في حين أنها حليفتهم في السر و لا تتخاصم معهم حقا سوى في أمور ظرفية سرعان ما يتم تسويتها بينهم في السر أيضا…و الله أعلم.
ولكن المسرحية الكبرى تبقى في كون الشيعة، يعني إيران و أذرعها، لا تواجه الصهاينة في قضية غزة- فلسطين-القدس سوى بكلام و جمل غير مفيدة، و آخر دليل هو أنها لم تتحرك بعد 7 أكتوبر إلا بعد شهور عديدة و فقط عبر كلام فضفاض و بعض الجمل الرنانة…فهي ربما كانت تنتظر انهيار المقاومة أو على الأقل إضعافها قبل أن تتظاهر بالتدخل أو بالمساندة كعادتها… و أما عن دعمها ربما للمقاومة منذ عقد و نصف بالسلاح، و الله أعلم، فلا شك أنه يكون دعما مدروسا و غير كافي و ذلك من أجل استبعاد الحسم النهائي من طرف المقاومة، و أيضا لكون إيران الشيعية لن تقبل بمقاومة أكثر قوة في غزة السنية…
و أما الحروب أو المعارك بين الكيان الصهيوني و “حزب الله” في جنوب لبنان فعادية، إن صح التعبير، لأنها فقط من أجل السيطرة على الأرض كالحروب أو المعارك التي تشتعل بين الحلفاء الذين يلجؤون إلى الإحتكام إلى الحرب بينهم في بعض الأحيان من أجل تحديد الزعامة أو فرض السيطرة، تماما كما تفعل فرق كرة القدم التي تتواجه في ما بينها تحت نفس اللواء العام لتحديد من الجدير بالبطولة، و الفرق فقط أن ذلك يتم دون سفك دماء و لا قتل أبرياء. إذا، يبقى الحلف حلفا و التحالف قائما بين الكيان الصهيوني و إيران الشيعية في الأمور الأساسية… و الله أعلم بطبيعة الحال. ولكن معلوم أن الأمر الأساسي لكل من إيران الشيعية و الكيان الصهيوني هو إضعاف السنيين أينما كانوا و بطرق مختلفة حسب الظروف و اختلاف المجتمعات السنية و درجة وعيها و فطنتها…طيب.
1- تقديم:
المبدأ الذي يا ما عملت به هو أن لا يجب إضعاف الجبهة الموحدة وقت الحرب أو إحداث شوشرة وسط صفوفها ولو عبر مجرد مقال أو كتاب، سواء تعلق الأمر بالمقاومة في الميدان أو بالمواجهة عبر الوسائل و المنابر المتاحة.
و مازلت أعمل بهذا المبدأ و هذا ما تعلمته منذ صغري في وطني الحبيب المغرب. فقضية القدس-غزة-فلسطين قضية جميع المسلمين و هي قضية صعبة و لذلك يجب التفكير مليا قبلا النطق بأدنى كلمة في شأنها. طيب.
المقرء ابو زيد. تعريف: رجل طيب و وطني و مثقف و من العارفين و الخائضين في القضايا الكبرى، ولكنه سياسي متحزب و برلماني منذ القدم، و هذا حقه طبعا… سبق أن ساندته حسب استطاعتي، كمواطن بسيط، في أوقات معينة أو في بعض المحطات التاريخية ضد بعض من كنت أخالفهم الرأي شكلا و مضمونا، إما مباشرة لما كنت أشاطره الرأي أو عن طريق الصمت أو التغاضي أو التغافل كلما اعتبرت أنه ارتكب خطأ، حتى لا أساهم في إضعاف موقفه العام أمام بعض منتقديه من أصحاب النهج الخاطىء جملة و تفصيلا.
2- الرأي:
وأما اليوم و قد وصلني فيديو للمقرىء أبو زيد في شأن اغتيال إسماعيل هنية يتكلم فيه بتشنج وعصبية لا مبرر لها، حيث يقول مثلا بأن ليس من مصلحة إيران أن يقتل الشهيد -بإذن الله- في أرضها، و يصف من راودته فكرة تسهيل عملية القتل من طرف إيران بالغباء، فلا بأس من قليل من التوضيح و البيان في إطار تبادل الأفكار و الآراء:
أفلا يعلم المقرىء أبو زيد، وهو رجل سياسة، أن في السياسة كل شيء بمقابل، فهل يدري، افتراضا و الله أعلم، ماذا يمكن تقديمه كمقابل في السر على أبشع الجرائم، و هو الذي يقر عن حق بأنه لا يعلم الغيب؟ و كيف له أن لا يهتم بمحاولة الاهتداء الى أداة الجريمة المستعملة قبل تبرءة هذا أو ذاك، أليس في ذلك جهل، أم أنه قرر و جزم و أغلق الملف بما يريده هو بلا بحث و لا خبرة و لا تحري و لا علم ؟ الحال أن الكل يعلم أن الفعلة فعلة الصهاينة الذين عادة ما ينفذون جرائم عدة في نفس المدة الزمنية من أجل التمويه، ولكن الكل يريد أن يعرف من قدم المساعدة للمجرم القاتل لأن العدو يعرفه الجميع، و أما الخائن إن وجد فأشد خطرا من كل عدو مهما كان ظلمه كبيرا و طغيانه شنيعا و مهما كانت قوته.
فأن يغضب المقرىء أبو زيد لمجرد أن البعض حمل المسؤولية لإيران التي جلبت الشهيد، بإذن الله، كضيف فتم قتله غدرا، إما لأنها أصبحت مخترقة ضعيفة إلى حد الإنهيار أو بسبب تورط أو مشاركة ما في الجريمة النكراء، فهذا ما لا يطاق طبعا لأننا لم نتعود على الرأي الوحيد الأوحد في بلدنا الحبيب المغرب بل اعتدنا على تعدد الآراء التي تمكن من الوصول إلى الحقيقة.
إيران هي الشيعة والشيعة هي إيران، شئنا ذلك أم أبينا، وذلك شأنها، كما أن للشيعة شؤونهم و لنا شؤوننا. ولكن الغباء مرفوض. فإذا كنا نحن نتمنى انتصار المقاومة و نلجأ إلى الوسائل المتاحة بحكمة و ذكاء و استماثة من أجل القدس-غزة-فلسطين فقط في سبيل الله، فإيران الشيعية و أذرعها إن ساندت المقاومة في غزة فمن أجل السيطرة و الهيمنة عليها و تدبير أمورها بما فيها الشأن الديني… فما قول المقرىء أبو زيد؟
ولذلك لما يغضب المقرىء ابو زيد لإيران الشيعية و من أجلها فهو يضعف الجبهة وقت الحرب، و الحرب ليست مجرد معركة… المقرىء أبو زيد لا يفكر سوى في أفق محدود، فلا يرى ربما ما يحاك على الأمد الطويل. و حتى لا أطيل على القراء الشرفاء الأعزاء سألخص قائلا: قد تساعد إيران الشيعية المقاومة في غزة في بعض المعارك عبر المساندة الكلامية في إطار مسرحية لا يخبرها سوى الأذكياء، أو ربما ببعض قطع السلاح في إطار محدود مدروس، ولكنها لا تفعل ذلك لسواد عيون المقاومة بل من أجل كسب الرهان الكبير ألا و هو السيطرة على غزة-فلسطين-القدس، أو اقتسامها مع “حلفائها السريين” و كلهم ضد السنيين. فما قول المقرىء أبو زيد؟
ولمزيد من التوضيح، لنفترض أن أرضا ما تعج بحقول الغاز، فطبيعي، إن صح التعبير، أن يسيل ذلك لعاب بعض القوى العظمى التي ستحاول استعمارها من أجل استغلال تلك الحقول، و لكنها لن تهتم كثيرا بعقيدة الساكنة. و أما في حال غزة، فلو تمكنت إيران من السيطرة عليها كلية فسيكون ذلك مدخلا لها لنشر التشيع من الداخل بسهولة كبيرة لا قدر الله.
خلاصة القول، لكل غاية مفيدة و رحم الله ضعفنا، كن ذكيا أو أصمت. و أما الذكاء فليس مطلقا لأنه يتعلق بطبيعة الأشياء و المواضيع، و كل و قدراته و تخصصه و المجال الذي يبرع فيه. و يبقى أن التشنج الفكري في كل أمر كبير، دونما تأمل حكيم و دراية شاملة و دراسة استباقية لكل جوانبه، غير منتج بل شيء مضر، و قد يسقط صاحبة في تبعية عمياء غبية بلا قيد أو شرط في حفرة عميقة قد يصعب الخروج منها، فالمستقبل ليس يوم غذ فقط… و معذرة على الصراحة و تحية عالية إلى القراء الشرفاء الأعزاء. اللهم انصر المقاومة في فلسطين.
كلامك على صح.. فنرجو ممن وثقوا في إيران الرفضة وصاروا يطبلون لها وينافحون عنها أن يستفيقوا من غيهم.. فنصرة فلسطين قضية، والحذر والتحذير من الروافض الانجاس وعدم تغرير الناس بهم قضية.. فلا نهمل قضية على حساب الأخرى…
ولاااااااااااااااااا أمان لرافضي.