في موكب “مومياوات” مصر: “عصيد” يؤكّد جهله مجدّدا!
هوية بريس – محمد زاوي
تعليقا على موكب “مومياوات” مصر، الذي نظم بالقاهرة، لنقل “المومياوات”، من متحف ساحة التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية؛ كتب أحمد عصيد: “تنقَل مومياوات 18 ملكا وأربع ملكات من عصور الأسرة الفرعونية السابعة عشرة إلى العشرين، على متن عربات مزينة على الطراز الفرعوني تحمل أسماءهم، تباعا بحسب الترتيب الزمني لحكمها، تنقل بالقاهرة من متحف ساحة التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية. حدث ثقافي فخم يليق بعظمة الحضارة المصرية القديمة، التي مثلت علامة بارزة في تاريخ البشرية على الأرض، حضارة نبهتنا إلى مقدار تخلفنا اليوم، ومقدار ما أضعناه من وقت في صراعات من أجل أمجاد وهمية. حضارة ما زالت كنوزها تكتشف حتى اليوم، مثيرة إعجاب وانبهار العالم”.
ثم أضاف: “الحدث الثقافي يشير إلى يقظة العقل المصري رغم كل ألوان التخدير التي تعرّض لها على مدى قرن كامل، جراء تكالب إيديولوجيات دينية بدوية مضادة للحضارة وللإنسان، ومن نتائج ذلك أن صارت المرأة المصرية اليوم تعيش الإهانة اليومية وهدر الكرامة بعدما كانت تحظى بالمساواة التامة مع الرجل في الحضارة المصرية القديمة، قبل أزيد من خمسة آلاف عام”.
نسجل ما كتبه أحمد عصيد هنا، ونعلق عليه بما يلي:
– ما يزعمه عصيد من تقدّم للحضارة الفرعونية على حضارتنا اليوم، ينمّ عن جهلٍ بالتاريخ. فالتاريخ في ارتقاء دائم، ومن غير المقبول علميا القول بأن النظام الاجتماعي الحالي أكثر تخلفا أو أقل تقدما من الأنظمة الاجتماعية السابقة عليه. بل إن القول بتساويهما، من حيث درجة التقدم، أمر غير مقبول أيضا.
– ليست العودة إلى الحضارة الفرعونية كالذي تطالب به “المزوغية” من عودة إلى “الأمازيغية”. فإن كانت الأولى عودة إلى واقع الدولة، فإن الثانية عودة إلى واقع ما قبل الدولة. الأولى حركة في داخل إطار التاريخ نفسه، فيما تصبو الثانية إلى حركة خارج التاريخ.
– الإيديولوجيات الدينية ليست مضادة للحضارة والإنسان إطلاقا. بل كانت، منذ بداية التاريخ، وسيلة إيديولوجية لتطوير قوى الإنتاج، أو لتحطيم علاقات الإنتاج القديمة والمتهالكة. وكانت، في أزمنة وأمكنة عديدة، وسيلة من وسائل تحرير الأوطان والإنسان.
– بينما تريد الإدارة المصرية تنظيم قطاعها السياحي، بنقل المومياوات إلى مكان من المفترض أن يصبح محجا سياحيا عالميا، عامدة في ذلك إلى إشهار هذه الخطوة وإحاطتها بهالة إعلامية؛ بينما تريد الإدارة المصرية ذلك، ما كان من عصيد إلا أن قرأ هذا الحدث قراءة إيديولوجية تنطلي عليه قبل قرائه. يا ليتها كانت نفسها أدلوجة النظام المصري، يحاول عصيد تفكيكها وإخراج ما تحتها من مصالح. ولكنها أدلوجة عصيد نفسه، يغلّف بها كل حدث ليصنع منه حكايته الخاصة. إنها حكاية خاصة بذات عصيد، لا بموضوع مصر وتاريخها.
– عن أي “يقظة للعقل المصري” يتحدث عصيد؟ فإذا كان يتحدث عن يقظة الدولة من أجل حمى الوطن، ففيها نقاش، قد نصل بعده إلى اتفاق ما. أما إذا كانت يتحدث عن يقظة التراجع عن “الدين والعربية وخصوصيات مصر الإسلامية”، فما عليه إلا أن يرتّب زيارة لـ”الأزهر الشريف”، ليعود من هنالك ب”خفي حنين”.
موسى ويوسف عليهما السلام وامراة العزيز هم ايضا جزء من حضارة مصر العريقة
ارى ان ما يحدث في مصر هو محاولة لوصل الماضي الفرعوني بالحاضر الفرعوني والغاء ما بينهما .