في وطني: معنى أن تكون سياسيا ناجحا…

هوية بريس – محمد بوقنطار
انتماؤك إلى حزب سياسي وتدثرك بلونه، هو انتماء يمكنه أن ينقلك من أتفه المهن، ومن أحط الوظائف وأبسط الصنعات إلى أرقى المناصب وأعتد الكراسي وأسمى الدرجات، وليس ثمة شيء يخدمك هذه الخدمة في وطني العزيز الغالي كانتمائك هذا، وتزملك ذلك، اللهم إن خضت مع الخائضين مبكرا فاحترفت رياضة من الرياضات الجماعية أو الفردية، ثم كنت فيها نجما موفقا ناجحا…
وفي مسيرة هذا الانتماء السياسي النفعي النرجسي تحتاج إلى لسان يجتر الشوك ويخرجه في مقام الوعد رجيع فاكهة “حب الملوك”، وإلى تفنن في صناعة الوعود والجود بصكوك أوهام الرفه أينما حللت وحيثما ارتحلت، وإلى مكر في الفرار إلى الأمام، وإلى ختل يحميك ويخدمك في التملص من كل مسؤولية ساعة العسر، وإلى خداع يجعلك محمودا مشكورا في أي نازلة يسر ومنزلة تقدم وازدهار لم يكن لك أي مدخل بأي اعتبار في حصولها، وإلى حربائية تعينك على الانسلاخ عن ثوب الهزائم السياسية والاصطفاف والانضواء دائما وأبدا مع الغالب المنتصر متزعم الحكومات المتعاقبة، وإلى صلادة وجه وصفاقة نهج تجعل انقلابك على مبادئك القديمة وتخليك عن ضجيج صوتك المعارض سهلا يسيرا سلس التخلص، ومن ثم الانتقال في سرعة البرق وعلى بريد السرعة إلى الضفة الأخرى حيث مداهنة لصوص المال العام والانخراط في منظومة الفساد والإفساد…
أن تكون سياسيا في وطني معناه أن تكون ذا وجوه، وذا مواقف، وذا مواقع، وذا قابلية لمصاهرة الشيطان، وذا مشروع تقوم أركانه على راجح وضع يدك في يد من يجافي حاجات الإنسان والوطن ويصد عن ذكر الرحمن.
وقد جرب الشعب المسكين كل الأطياف الحزبية، وانتصر كل مرة في ترادف محموم لكل الألوان السياسية، فلم تزده هذه الألوان الفاقعة الرمز إلا فقرا ورهقا ومعاناة ومأساة، وكانت كل فئة إذا دخلت معترك إدارة الحكم لعنت أختها، ونسفت سوالف ضرتها، وانتقمت من معشر المصوتين أيما انتقام، وسامتهم سوء العذاب، وضيقت عليهم أسباب الرزق حتى صار مطلوب القوت كمرغوب الياقوت…
على معشر السياسيين في وطني جميعا وأشتاتا من الله ما يستحقون آمييييين.