في يوم اللغة العربية (18 دجنبر): معركة المصير والوجود
هوية بريس – عبد العلي الودغيري
الجمعة 18 دجنبر 2015
أشاطرك الرأيَ، أخي الأستاذ الدكتور علي المخلافي، وقد كتبت ذلك التعليق المفيد من صنعاء التي تسكن القلبَ والوجدانَ، لكني مع ذلك أقول لنفسي كلما انتَصَبت أمامي الحقيقةُ الواضحةُ التي أَفصحتَ عنها ولا أخالفُ موقفك فيها:
مهما يكن من أمر، لا بأس من أن نستغل هذا اليوم للتذكير بأهمية هذه اللغة وضرورة الاعتماد عليها في كل المجالات والنهوض بها والرجوع إليها والاعتزاز بها، بعد أن تخلّوا عنها وألقَوْها وراء ظُهورهم، مع أنها رمز سيادة الأمة بكل شعوبها وعلى اختلاف ألسنتها المحلّية.
نحن في مرحلة تتطلّب تعبئة كلّ الجهود والأٌقلام والقرائح والأفكار للدفاع عن هذه اللغة التي أصبحت كاليتيمة المتخلّى عنها، والانتصار لها وإقناع الساسة والحُكّام وأولي الأمر بضرورة الرجوع إليها واحتضانها واتخاذ القرارات التي تُنصِفُها وتبوِّئها المكانةَ التي تستحقها وتُعيد إليها حقوقَها التي أُخِذت منها.
لا بد من خوض هذه المعركة المصيرية والوجودية بكل ما يُكلِّفه الأمرُ ويقتضيه الوضعُ من عناء وصبر وأَناةٍ، وإلا ضاع كلُّ شيء يجمعنا ويربطنا بهويتنا وتاريخنا وحضارتنا وما يُحقِّق لنا التميُّزَ عن غيرنا من أمم الأرض وشعوبها. علينا أن لا نيأس ونعتقد أن كل شيء واضح لا يحتاج إلى دليل أو بُرهان.
فالغزو الثقافي والاستلاب اللغوي ضَلَّلا العقولَ، وقَلَّبَا القلوبَ، وغيَّرَا ما بالنفوسَ، وغيَّبَا الحقائقَ، وزيَّفَا الوقائعَ، وأعمَيا البصائرَ، وحَجَبَا الرؤيةَ عن الكثيرين، وأبناؤنا وأحفادُنا أصبحوا في حاجة لمن يُنعِش ذاكرتَهم، ويَكشف لهم الحقائق، ويُقيم أمامَهم الدليلَ تلو الدليل والحجة بعد الحجة، ويبيّن وجه الحق والصواب مهما كلَّفَ ذلك من عناء وتَكرار.
هذه مسؤوليتُنا التي علينا أن نتحمَّلها ولا نتخلى عنها في يوم من الأيام… وما الذي نملكه من حيلة غير الدفاع بالقول واللسان والكتابة بالقلَم؟
ذلك أضعفُ الإيمان.