قبل أن تختار البنك.. خبير ماليٌّ يكشف الشروط والمعايير

هوية بريس – علي حنين

في زمنٍ يزداد فيه التنافس بين المؤسسات البنكية على تقديم أفضل الخدمات وأسرعها وأكثرها تنوعًا، ينبّه خبراء المعاملات المالية الإسلامية إلى أن معيار الجودة – رغم أهميته – لا ينبغي أن يكون الأول عند المسلم في اختياره لبنكٍ ما.

ذ.نبيل العسال، المحاسب المعتمد والخبير في المالية الإسلامية، يؤكد في منشور توجيهي أن المعيار الشرعي يجب أن يتقدّم على أي اعتبار آخر، موضحًا أن أول سؤال يطرحه المسلم قبل التعامل مع أي بنك هو: “هل يتعامل بالربا أم لا؟”.

الربا محرم بنص القرآن

ويشدد العسال على أن الله تعالى حرّم الربا تحريمًا قطعيًا، مذكّرًا بقوله سبحانه:

﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ واللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾ [البقرة: 276].

موضحًا أن أي خدمة مهما بلغت جودتها، إن كانت قائمة على معاملة ربوية، فإنها ممحوقة البركة ولا تعود بالنفع على المسلم في دنياه ولا آخرته.

المعايير التالية بعد الشرعية

وبعد التأكد من خلو البنك من التعاملات الربوية، يأتي دور المفاضلة بين البنوك وفق معايير أخرى مشروعة، منها:

• جودة وسرعة الخدمات المقدمة للعملاء.

• انتشار الفروع وأجهزة السحب لتسهيل المعاملات.

• تنوع المنتجات المالية الإسلامية مثل المرابحة والمشاركة والإجارة.

• وضوح التكاليف والرسوم المرتبطة بالخدمات.

• مستوى الخدمات الرقمية والتقنية التي تسهّل العمليات البنكية.

الأولوية للحلال دائمًا

ويخلص الخبير في المالية الإسلامية إلى أن الأولوية يجب أن تبقى دائمًا للحلال، مؤكداً أن المسلم إذا قدّم طاعة الله في تعاملاته المالية، بارك الله له في ماله ورزقه.

واستشهد بقوله تعالى:

﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ﴾ [الشورى: 20].

خلاصة

رسالة الخبير المالي واضحة: الحلال قبل كل شيء. فالبنوك ليست مجرد مؤسسات مالية تقدم خدمات تقنية، بل هي فضاء يُختبر فيه مدى التزام المسلم بمرجعيته الشرعية.

وبعد ضمان السلامة من الربا، يمكن البحث عن الأفضل من حيث جودة الخدمات والتسهيلات.