“قرآن برغواطة” و”سفور السادسة”.. د.بنكيران: هل ما جرى كان مجرد صدفة!!؟؟

23 نوفمبر 2025 15:08

هوية بريس – متابعة

تحت عنوان “هل ما جرى كان مجرد صدفة!!؟؟” كتب الدكتور رشيد بنكيران “شهد الأسبوع المنصرم على وجه التقريب حركتين لافتتين فتانتين تمسان مكانة القرآن الكريم وهيبته؛ كلام الله تعالى الذي هو أصل الهداية ومركز الهوية الدينية للأمة الاسلامية وللمغاربة”.

وأضاف أستاذ الفقه وأصوله في منشور له على فيسبوك “قد تبدو الحركتان، في ظاهر الأمر، حدثين لا رابط بينهما، لأن الفاعل في الأولى ينتمي إلى الجهاز الديني الرسمي، بينما الفاعل في الثانية يتبنى خطابا لادينيا تحرريا أمازيغانويا. ومع ذلك، فإن كليهما يلتقيان في المنطلق والمآل: إضعاف حضور القرآن الكريم في النفوس، وتشويش قدسيته، وخلق اضطراب رمزي لدى عموم الناس”.

كما أوضح أن “الحركة الأولى تمثلت في المشهد الذي بثته القناة السادسة، حيث ظهرت امرأة لا تلتزم بحدود الهيئة الشرعية من حيث اللباس وهي تؤطر حصة لتعليم القرآن الكريم. والرسالة الضمنية التي تستقر في ذهن المتابع أن القرآن يمكن التعامل معه باعتباره مادة ثقافية عادية لا يختلف تعليمها عن تعليم الفنون والآداب، وأن تقدير المكانة الخاصة للقرآن ليست شرطا فيمن يتصدر مجلس تلاوة كلام الله وتعليمه. وهذا تحول خطير من حيث الدلالة الرمزية والتربوية، لأنه يذيب الحاجز النفسي بين القرآن وبين فضاءات العرض الإعلامي التي تتعامل مع الأمور بمنطق الفرجة والإنتاج التلفزي“.

أما الحركة الثانية، حسب بنكيران “فهي موجة الضجيج المفتعل على وسائل التواصل الاجتماعي حول ما سمي بـ”قرآن بورغواطة“، ومحاولة تقديمه كـاكتشاف تاريخي لم يسبق إليه، يثبت وجود قرآن أمازيغي مقابل قرآن مشرقي. وهي قراءة مسيسة للتاريخ ومؤدلجة، تعيد إنتاج خرافة مسيلمة كذاب آخر إلا انه هذه المرة أمازيغانوي، تغذي خطاب الفتنة الإثنية، وتستثمر في جهل الناس بالتاريخ الإسلامي واللغوي للمنطقة”.

وأكد بنكيران في نفس منشوره أن الغرض من ذلك واضح، وهو “صناعة وهم الهوية القرآنية المتعددة، وإقحام المغاربة في ثنائية زائفة: قرآن مشرقي مقابل قرآن مغربي“.

وأوضح أن “هذا في جوهره مسعى إلى هدم وحدة النص الجامع الذي ظل على مدى أربعة عشر قرنا أساس وحدة الأمة المغربية في عقيدتها وشعائرها. وما اختفاء آثار البورغواطيين من الوجود ومحوها بالكامل (110هج–450هج) إلا دليل على خرافة كتابهم وبشريته، في مقابل وحي القرآن الكريم وربانيته، وما قتال المرابطين الأمازيغ الشرفاء للبورغواطيين إلا دليل آخر على مغالطة دعوى قرآن أمازيغي مقابل قرآن عربي“.

لست هنا بصدد الخوض التفصيلي في الحركتين؛ يضيف الفقيه المغربي “فقد تولى غيري، خصوصا في الثانية، تفنيد المزاعم وبيان السقطات المنهجية والتاريخية”، مستدركا “لكن الذي يعنيني هنا هي الأسئلة الآتية الذي تفرض نفسها بإلحاح:

◆ لو كانت المساجد لله حقا، هل كان يمكن لمثل هذه الاستفزازات أن تمر دون أن يكون منبر الجمعة دفاعا صريحا عن القرآن الكريم وهيبته!!؟

◆ وإذا لم يتصدر بيت الله لحماية كلام الله، فمن إذن ينهض بهذه المهمة، ومن أولى بها منه؟

◆ ولو مُكِّن الخطباء الشرفاء من حقهم؛ حق اختيار موضوعاتهم حسب واجب الوقت، هل كانوا سيتأخرون عن نصرة القرآن ورد الباطل المتلبس بالحركتين!!؟”.

وختاما تساءل بنكيران “هل كان هذا التلاقي بين الحركتين الفتانتين في المنطلق والمآل مجرد صدفة بريئة!!؟”، مردفا “أسئلة مفتوحة… أضعها بين أيديكم للتأمل والجواب”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة