قراءة سياسية في مشهد إعدام النمر
هوية بريس – أحمد عمرو
الإثنين 04 يناير 2016
إن كنا بصدد الحديث عن إعدام الرافضي نمر باقر النمر، فإنا نتحدث عن زعيم طائفي خرج من دائرة معارض سياسي إلى دائرة مخلب قط لدولة لديها مشروعها السياسي التوسعي والذي حول بأدواته الخبيثة معظم الأقليات الشيعية وإن لم يكن جميعها إلى خنجر مسموم في ظهور دولها.
ونتحدث في الوقت نفسه عن نظام ليس غافلا عن تداعيات عملية الإعدام سواء داخليا أو خارجيا، لقد هددت إيران من قبل من تداعيات هذا الأمر وتدخلت شخصيات عراقية شيعية مرموقة للشفاعة في عدم التنفيذ، كان معلومًا أن قرار تنفيذ حكم الإعدام سيثير موجة من الغضب الإيراني وستستنهض إيران كل جيوبها وأذرعها للتنديد بهذه العملية.
ليست إيران فحسب بل على المستوى الدولي دولا ومؤسسات سترى في عملية الإعدام فرصة سانحة للتنديد والإدانة.
لقد كان كل ذلك متوقعا وبشكل جلي لأي محلل سياسي فضلا عن نظام يدرك طبيعة الوضع الإقليمي والدولي.
لقد أصبح النظام السعودي ومنذ عاصفة الحزم أكثر حزما وأسرع خطى في مواجهة المد الشيعي في المنطقة.
إيران في الآونة الأخيرة تمددت كثيرا وهي بصدد مرحلة جني الثمار في مشروعها الإمبراطوري الكبير الذي يلتهم المنطقة بأكملها، الولايات المتحدة يبدو أنها رحبت بهذا المشروع وتواءمت معه، ولم يتبق لدول المنطقة إلا الوقوف ضد هذا المشروع بكل قوة وقبل فوات الأوان.
في الحقيقة إن المشروع الإيراني أشد وأخطر بكثير من المشروع الاستطياني اليهودي، فاليهود مهما حاولوا فهم دولة احتلال وما يحصلون عليه من دعم أو توافق سياسي مع بعض الدولة العربية هو إطار هش لأنه لم يمتد للشعوب. أما إيران فهي مشروع توسعي ولديها أدوات للتأثير على جموع المسلمين البسطاء وتحويلهم لأداة طيعة تعمل لحساب مشروع إيران التوسعي ويرى كل شيعي نفسه مواطنا إيرانيا أيا كانت جنسيته أو هويته وهو بذلك جندي في جيش آيات الله يحركونه كيف شاءوا فالخطر الشيعي ينخر الدول من الداخل ويضيف كل يوم جندًا جديدًا، وهذا ما يجعل المشروع الإيراني أخطر من المشروع الصهويني في المنطقة.
لذلك نستطيع أن نقرأ عددا من الرسائل السياسية الهامة التي أراد النظام السعودي إرسالها في تلك اللحظة بالتحديد.
الرسائل السعودية:
ـ أن النظام مل من التحركات الإيرانية وهو عازم على اجتثاث الأذرع الإيرانية في المنطقة، وكانت البداية مع عاصفة الحزم. وليس هذا وليد اللحظة فقد عبر الجبير وزير الخارجية السعودي عن رؤية بلاده في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (إن بلاده ستتصدى بحزم لمحاولات إيران التدخل في شؤون الدول العربية).
ـ إن النظام السعودي جاد في المواجهة بشكل جلي وعلني بعيدا عن المواءمات والموساومات لأن الرتق اتسع على الراقع وصارت الأمور كلها مكشوفة ولم يعد تعني تلك المواءمات شيئا في ميدان المواجهة الآن. وأنه مستعد للذهاب بعيدا أكثر مما يتوقعه خصومه. فكل تصعيد دبلوماسي سيواجه برد معتبر ينم عن ندية وحسم وكل تصعيد عسكري سيواجه بردع وقوة. فخطوة سحب السفير السعودي من إيران أرسلت رسالة دبلوماسية قوية أنه لا تهوان وأننا جادون وهو ما دفع روحاني لإصدار تصريح يندد بأحداث السفارة السعودية في خطوة فسرها كثير من المراقبين أنها محاولة للتهدئة. وسحب فتيل الأزمة.
ـ رسالة للداخل السعودي أن الاستقواء بالخارج لن يشفع لأحد، فالشعية العرب بمجرد انتمائهم لطائفتهم يخلعون كل انتماء آخر ويصبح ولاءهم للسطلة السياسية والدينية وليس ولاؤهم لأواطانهم، فيعد أي مواطن شيعي في العراق أو في سوريا أو في مصر أو في السعودية أو في الخليج، “مواطنًا إيرانيًا” ومقاتلاً في جيش آيات الله،.. ويرتبط وجدانيًا وعقائديًا وشعوريًا إلى درجة استلاب العقل بالكامل.. لذلك فالرسالة للداخل واضحة الاستقواء بالخارج لن يحمي أحدًا.
ـ وهي رسالة أيضا للمنطقة العربية التي يبدو أن بعض الأنظمة السياسية لدولها لا يدركون الخطر الإيراني أو أنهم آثروا السلامة إلى حين، لكن المخاطر ستدرك الجميع لا محالة، لذلك فإن عمليات الفعل ورد الفعل الدبلوماسي بين إيران والسعودية في أعقاب عملية الإعدام سيدفع بقية الدولة العربية إلى اتخاذ المواقف المناسب، والذي سيحدد موقفها بشكل واضح من الصراع، وإعادة تموضعها بشكل يظهر فيه توجهها السياسي فلم يعد للحياد موضع.
بكل الأحوال يبدو أن النظام السعودي بدأ في الانتقال من حالة رد الفعل إلى حالة الفعل ومن حالة الموازنات السياسية إلى مربع الحسم والحزم. وأن المنطقة مقبلة على صراع واضح علني وعلى الجميع أن يحدد دائرة اصطفافه.
(المصدر: مفكرة الإسلام).
السلام عليكم، عيب و عار ان تقوموا يا اخواني بوضع هذه الصورة لهذه الخريطة، ارضيتم بإسرائيل دولة ؟ حتى و لو كانت الخريطة فيها فلسطين و إسرائيل معا لا نرضاها، فكيف بخريطة فيها أرض فلسطين كلها مكتوب عليها إسرائيل ؟ احذروا يا اخواني فهناك شباب يدخلون للموقع و لا نريدهم ان يتشبعوا بفكرة ” دولة إسرائيل ” (عليهم من الله ما يستحقون).
و لن نرضى بسلام مع اسرائيل إلا بأرض محررة كاملة بإذن الله العزيز القدير.
بارك الله فيك على التنبيه، لقد تم تصحيح الخطأ غير المتعمد..