قراءة صادمة من حسن أوريد للحرب الروسية الأوكرانية

هوية بريس-متابعة

في قراءة للوضع العالمي والحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا أكد الكاتب والمفكر “حسن أوريد” أن الحرب في أوكرانيا لن تمر سريعا، وستدوم لأن لها طابعا وجوديا بالنسبة لروسيا التي انتزع منها الغرب امتدادها الاستراتيجي في أوربا الشرقية وفي وسط آسيا، مستبعدا إمكانية التوصل لتسوية ما بين الغرب وموسكو، ومؤكدا بالمقابل على أن انعكاساتها ستتعمق وسيكون أثرها كبيرا على دول المنطقة بما فيها المغرب.

وفي محاضرة نظمتها هيئة المحامين بالرباط بعنوان “الحرب الروسية ونهاية عالم”، اعتبر أوريد أن الحرب الحالية هي امتداد للحرب العالمية الثانية، وأن حدوثها لم يكن مفاجئا بل كان أمرا متوقعا خصوصا لدى الأمريكيين أنفسهم بل كان منتظرا منذ انهيار جدار برلين. إذ أن سقوط الجدار وانهيار الاتحاد السوفياتي كان يعد بمواجهة مقبلة بين الغرب وروسيا وهو ما نعيشه اليوم.

وحسب نفس المتحدث فالوضع اليوم سيؤدي لبروز فاعلين جدد في الحقل الدولي مع انتعاش حركة عدم الانحياز، في ظل عدم رضوخ جل دول العالم لرغبة أمريكا والغرب في إدانة الحرب الروسية.

وأضاف أن التغيير سيطال المحاور الأساسية لمنظومة العلاقات الدولية، فالعولمة باتت على المحك، وكذا مقولة إن التجارة هي ترياق يمنع الحرب باتت متجاوزة، ونفس الشيء بالنسبة لمنطق القوة الناعمة والعودة بالتالي إلى القوة الفجة في العلاقات الدولية.

ونبه أوريد كذلك إلى انقسام الغرب نفسه حيث أن امريكا غدت تحصر شركاءها في كل من بريطانيا وكندا وأستراليا، فيما تراجعت فرنسا وألمانيا في مرتبة أدنى، وهو ما دفع ألمانيا للعودة لتسليح ذاتها، والأمر نفسه بالنسبة لليابان، وهي قرارات – يقول أوريد – ستغير خارطة العالم في المستقبل.