قراءة في أسباب دعوة رئيس الحكومة إلى لقاء مع أساتذة الغد
أحمد عدان (أستاذ متدرب)
هوية بريس – الخميس 25 فبراير 2016
لعلنا نلاحظ أن المعركة النضالية التي يخوضها الأساتذة المتدربون ستسجل لحظة تاريخية في تاريخ النضالات الوطنية. فكلما حاولت الحكومة إطفاء تلك الشعلة التي يستضيء ويستدفئ بها هؤلاء للمطالبة بحقهم المشروع الا وتحولت تلك الشعلة إلى مصباح حقيقي يضيء طريق النضال يوقد من شجرة الإيمان بالقضية والثبات على الحق والجزم بأن الحق يزهق الباطل مهما امتد الزمن.
من خلال هذا الإصرار والتمسك القوي بالقضية مع الوعي بمشروعيتها كان لابد أخيرا من رئيس الحكومة أن يظهر على الساحة ويطالب بلقاء- سواء قلنا انه ترتيبي أو حوار رسمي لا يهم الأمر- مع الأساتذة قصد التشاور عن الحلول الممكنة لهذا الملف.و طبعا قبول رئيس الحكومة الآن الجلوس مع التنسيقية الوطنية ممثلا في لجنة الحوار يرجع لعدة أسباب:
1- الثبات والإصرار من الأساتذة على مواصلة المقاطعة الشاملة للدروس النظرية والتطبيقية وعدم الاكتراث إلى كل التهديدات الجوفاء من الحكومة التي تطالبهم بالرجوع إلى مقاعد الدراسة قبل فوات الأوان حسب تعبير الناطق الرسمي باسم الحكومة.
2- التصريح الأخير للمسئول الأول عن قطاع التربية والتعليم الذي أعلن فيه انه لن تكون هناك سنة بيضاء كما انه لا علاقة لوزارته بالقضية راميا الكرة إلى فِناء مكتب رئيس الحكومة . وهو تصريح مثل ضغطا على رئيس الحكومة كونه المسئول الأول بل والأخير عما ستئول إليه الأوضاع سواء في الساحة المجتمعية أو بالنسبة للدخول المدرسي للعام القادم إن لم يحل المشكل.
3- ما يصل إلى رئيس الحكومة من قيادات حزبه من خلال اللقاءات التواصلية للحزب في المدن المغربية وما يتخلل تلك اللقاءات من بعض المناوشات بين الأساتذة المتدربين وبين أعضاء الحزب مما يؤثر سلبا على استعداد الحزب للانتخابات. وما وقع في اليوسفية وطنجة وميراللفت وكلميم وغيرها يؤكد هذا المعطى.
4- ضغط الإضراب العام الوطني الذي نظمته النقابات وهو ما يجعل بنكيران شبه معزول عن السيطرة على تداعيات أخرى ستظهر في الساحة الاجتماعية .
هذه الأسباب وغيرها جعلت بنكيران أخيرا يرى ضرورة تولي حل هذا الملف في اقرب وقت ممكن.
لكن مع كل هذا فإن الدعوة إلى الحوار لا يعني أبدا أن المشكل قد يحل بصفة نهائية حيث إن المؤشرات تقول بأن الحكومة ما زالت متمسكة بعرضها الأول المتمثل في توظيف الفوج عبر دفعتين وهو بلا شك ما سيحاول رئيس الحكومة أن يطرحه على لجنة الحوار مع إرفاق ذلك بضمانات شفوية يحاول من خلالها التأثير عليهم وجعلهم يقبلونه كحل.
لكن بما أن هذا المقترح قد تم رفضه من الأساتذة مسبقا وعندهم الوعي الكافي بمدى خطورة ها المقترح فمن المؤكد أن بنكيران لديه مقترح آخر- وهو ما يسمى في لغة المعارك بالخطة البديلة- وهو قد يكون ما قدمته النقابات الأسبوع الماضي وأرسلته لمكتبه.ومع ذلك وبما انه لم يلتق بالأساتذة من قبل فانه سيحاول جس نبضهم عن المقترح السابق قبل ان يعرض عليهم مقترح النقابات. فلن يتخلى عن العرض الأول إلا حين يلمس إصرار الأساتذة على رفض قبول التوظيف على دفعتين.