قراءة في الوضع في النيجر
هوية بريس – يوسف بن العيساوي
الوضع جد معقد في النيجر فما حدث هناك هو انقلاب مكتمل الأركان على رئيس شرعي جاء عن طريق الانتخابات…
الانقلابيون في بيانهم الأول عقب الانقلاب ذكروا أن سبب عزل الرئيس هو تردي الوضع الاقتصادي… ولم يذكروا أن السبب هو إنهاء الوجود الفرنسي…
بعد رفض دول- الاكواس- والمجتمع الدولي للانقلاب قام الجيش بخلط الأوراق، وبدأ بالبحث عن الشرعية، فأعلن عداءه لفرنسا وذلك لدغدغة مشاعر الشعب النيجيري الذي يكره فرنسا الإستعمارية، واخراجه في مظاهرات مؤيدة…
السبب الحقيقي للانقلاب هو الوصول الى الحكم وليس كره فرنسا وهذا واضح جدا من خلال بيان الانقلاب.
البحث عن الشرعية جعل النيجر تبحث عن حليف جديد وهو روسيا، وهذا واضح من خلال رفع راياتها في المظاهرات التي صنعها الانقلاب…
بعد أن ضاق الخناق على الجيش أعلن تحالفه العسكري مع مالي وبوركينافاسو، بيد أن هاتين الدولتين ضعيفتان جدا ومنشغلتان بمشاكلهما الداخلية التي لا تنتهي…
تهديد دول -الاكواس- بالتدخل العسكري له مايبرره، وهو الخشية من عودة دول المنطقة إلى مرحلة الانقلابات العبثية….
وشخصيا أرى أنه يجب عدم الاعتراف بالانقلاب وذلك للاعتبارات الآتية:
أكبر عائق منع افريقيا من التقدم وتحقيق التنمية هو الانقلابات العبثية التي دمرت القارة وأخرت تنميتها لعقود من الزمن…
إن غض الطرف عن انقلاب النيجر سيشجع جيوش دول أخرى على المزيد من الانقلابات…
كل الدول التي انقلب فيها العسكر تصبح دولا فاشلة واستبدادية مثل: مصر -السودان- وغيرها… فلا يمكن لحاكم جاء على ظهر دبابة أن يؤمن بحقوق الانسان والحريات والمعارضة…
الشرعية الوحيدة التي يجب الاعتراف بها هي التي تأتي عن طريق انتخابات حرة ونزيهة…
تحقيق الديمقراطية سيتيح للأفارقة القدرة على تحقيق الاستقرار السياسي وبالتالي تحقيق التنمية الاقتصادية..