قرار إغلاق المساجد بأي معنى؟!
هوية بريس – متابعات
دأبت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في شخص مندوبياتها منذ مدة على إغلاق بعض مساجد المملكة سواء في البوادي أو المدن، بناء على محضر اللجن الإقليمية لمراقبة حالة بنايات المساجد، حفظا لأنفس المؤمنين المصلين، وعلى حد تعبيرهم وتعليلهم “تفاديا لأي خطر محتمل وحفظا على السلامة العامة”.
ومن حيث المبدأ فإنه لا أحد ينازع في اتخاذ التدابير الوقائية، لسلامة المصلين، فإن هذا من الواجبات والضروريات، لكن الذي لا يستساغ، وغير معقول أن تغلق هذه المساجد إلى أجل غير مسمى، ويبقى الحي أو الدوار بلا مسجد، وفي أحسن الأحوال يتخذ مكان ضيق للصلاة، كما هو الشأن في حالة دوار الزاوية بقبيلة صرصر من جماعة وادي المخازن، زاوية الولي الصالح سيدي علي بن أحمد رحمه الله.
فقد أغلق مسجدها العتيق، الذي يرجع تاريخه إلى أكثر من مئتي سنة منذ سنة 2012، يعني أكثر من عشرة سنة، فهل يعقل أن يغلق مسجد كل هذه المدة، ولا فكرت الوزارة الوصية بترميمه وصيانته وإصلاحه، وإعادة الصلاة وقراءة القرآن والذكر إليها، كما كان في سالف أيامه، وصوارم ظهوره. هذا شيء عجيييب وغريييب جدا.
واليوم سمعنا خبر إغلاق مسجد حي القامرة بالرباط، بموجب محضر اللجنة الإقليمية لمراقبة حالة بنايات المساجد، فجعلنا نتساءل كما يتساءل غيرنا من المواطنين، فهل سيغلق إلى أجل غير مسمى؟ فيدخل في خبر كان، وخبر الانتظار والتسويف، فهذا ما لا نريده أن يقع، لا سيما أن الوزارة ولله الحمد لها من الأموال ما يمكنها أن تصلح وترمم المساجد، وتعتني بها.
فنحن نريد من الوزارة المحترمة أن تحسن تدبير صيانة المساجد، لا أن تحسن سياسة التسويف والتماطل، فالمساجد لله، وبيوت الله، ينبغي تعظيمها وتوقيرها، ومن تعظيمها وتوقيرها الإسراع في إصلاحها وصيانتها، حتى ترجع إليها حيويتها وفاعليتها، وكل من يفعل ذلك مخلصا لله تعالى، فلا شك أنه مأجور وثوابه على الله تعالى.