قربال: انتخابات 2026 تحتاج إلى فاعلين سياسيين مؤهلين

هوية بريس-متابعات
أكد المحلل السياسي والبرلماني السابق، نور الدين قربال، أن الاستحقاقات الانتخابية المقبلة ليست مجرد موعد واحد يوم الاقتراع وانتظار النتائج، بل هي مسلسل متواصل يقتضي نفساً سياسياً طويل الأمد، وإدارة داعمة قادرة على التفاعل باللحظة مع متطلبات الترابية والمجالية والاستدامة التنموية، في إطار تكامل حقيقي بين الديمقراطية التمثيلية والتشاركية.
وأوضح قربال في مقال منشور له، أن المغرب يوجد اليوم في مفترق طرق كما ورد في الخطاب الملكي الأخير، حيث أصبح من اللازم التمييز بين سياق سابق وما يحمله من تراكمات وسياق جديد عنوانه المصداقية والجدية والواقعية، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تتطلب نقلة نوعية في الأداء السياسي والإداري، قائمة على الاستفادة من الإيجابيات وتجاوز السلبيات، مع استشراف المستقبل بكل تحولاته الجيوسياسية والاستراتيجية.
وأشار إلى أن الخطاب الملكي ركز على مفهوم “المنظومة” باعتبارها شاملة للأبعاد التشريعية والسياسية والإعلامية، ومرتكزة على الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة، لافتاً إلى أن التوافق الوطني حاصل حول نزاهة الانتخابات، وشرعية المؤسسات المنتخبة، وحماية الاختيار الديمقراطي، إلى جانب أهمية مشاركة الشباب والنساء واختيار مرشحين نزهاء.
وشدد قربال على أن استحقاقات 2026 تحتاج إلى فاعلين سياسيين مؤهلين، قادرين على تجاوز الأزمات الوجودية التي تعرفها بعض الأحزاب، والارتقاء إلى تعددية سياسية فعلية بدل الاكتفاء بالتعددية الرقمية، مؤكداً أن السياق الدقيق يتطلب الشعور بالمسؤولية وتغليب المصلحة العامة.
واعتبر أن الرهان الأكبر يتمثل في تخليق الحياة السياسية، وتجنب الترحال المعيب والصراع حول المواقع، والعمل على رفع سقف المناصفة لإتاحة حضور أوسع للنساء، إلى جانب تعزيز الثقة بين الدولة والمجتمع باعتبارها المدخل الأساس لبناء الاستقرار.
وختم قربال بالتأكيد على أن الخطاب الملكي واضح في دعوته إلى تحمل الجميع لمسؤولياته، دولة ومجتمعاً، من أجل إنجاح الاستحقاقات المقبلة، وتحقيق تحول استراتيجي يعزز النموذج الديمقراطي المغربي محلياً وإقليمياً ودولياً.



