قصة الفرنسة منذ “الاستقلال”
هوية بريس – محمد مهدي
في سنة 1960م قرّرت النخبة المغربية تعريب العلوم باعتماد الترجمة وبُذِلت جهود كبيرة رغم المعارضة الشديد من طرف التيار الفرنكفوني العميل.
لكن في سنة 1967م وبدعم كبير من فرنسا استطاع هذا التيار أن يعيد الفرنسة من جديد وتم حينها تدريس جميع المواد العلمية والادبية بالفرنسية واعتبرت هذه السنة #انتكاسة فكرية وثقافية عظيمة.
هل انتهت هذه المهزلة هنا؟… لا
في سنة 1980م وبعد جهد كبير من شرفاء الوطن في مواجهة عملاء فرنسا استطاعوا إعادة التدريس باللغة العربية.
لكن عملاء فرنسا احتكروا التعليم العالي وأبقوه مفرنسا.
فكان هذا التعريب أعرجا:
◀️ الابتدائي والاعدادي والثانوي بالعربية.
◀️ بينما التعليم الجامعي بالفرنسية.
على عكس الدول الأخرى التي استكملت تعليمها الجامعي بلغتها الرسمية مثل تركيا واليابان وكوريا والكيان الذي أحيى لغته العبرية من القبر ولم يعتمد على الانجليزية رغم امكانية وسهولة ذلك.
ورغم هذا التعريب الذي لم يكتمل، تخرجت أفواج من المهندسين والاطباء والاساتذة في التسعينيات وكانوا أصحاب كفاءة عالية.
ومنذ سنة 1980م والتيار الفرنكفوني مسيطرا على فرنسة التعليم العالي. ولما أحس بالضغط ورغبة الشعوب في التحرر سنة 2011م. استعمل طريقة الهجوم أحسن وسيلة للدفاع فقام بخدعة “التعدد اللغوي في المسالك الدولية” في عهد الوزير المشؤوم الفرنسي الجنسية واستغل هذا التيار سذاجة بعض الفاعلين التربويين وقام بتعميم الخيار الفرنسي أولا دون فرضه لكن في سنة 2019م بدأ بالفعل فرض التدريس بالفرنسية وإلغاء العربية وتهميش الانجليزية.
نقول هذا ليعلم الجميع أن القضية لم تنتهي وأن الصراع بين شرفاء الوطن والتيار الفرنسي مستمر.
فقد سبق أن أعادوا الفرنسة لكنهم لم يستمروا على ذلك بفضل جهود بدلها أبناء المغرب الأحرار.
القضية اللغوية هي قضية استراتيجية عند جميع دول العالم وقد تخوض الحروب في سبيلها.
القضية اللغوية تحفظ للدولة كرامتها وهويتها التي تضيع عندما تعتمد على لغة دولة أخرى.