قصور أمني تسبب في هجمات بروكسل
هوية بريس – متابعة
تواجه الحكومة البلجيكية انتقادات لاذعة، بسبب تقاعس كادرها الأمني وإهداره لفرصة ثمينة لتجنب هجمات بروكسل الدامية، خصوصاً بعد اعتقال المشتبه به الرئيسي صلاح عبد السلام في هجمات باريس.
وبحسب مراقبين، فإن استجواب عبد السلام بالشكل السليم كان سيوفر معلومات استخباراتية كافية ربما تقود إلى رفاقه وبالتالي تساهم في الحيلولة دون وقوع الهجمات.
وأظهرت تفجيرات مطار بروكسل الانتحارية وقطارات الأنفاق عجز السلطات البلجيكية عن التصدي لداعش أياً كان ارتفاع مستوى حالة التأهب لدى النظام الأمني الاستخباراتي.
ويعاني هذا الجهاز نقصاً حاداً في العمالة التي يبلغ عددها 700 شخص يفتقرون للإمكانيات الضرورية لأداء مهامهم في بلاد يبلغ تعداد سكانها 11 مليوناً.
كما تقل إمكانات جهاز الشرطة بنسبة 20 في المائة عن مستوى الكفاءة الكاملة فضلاً عن افتقار النظام الأمني للاتصالات والتنسيق في مختلف البلديات بسبب خط التقسيم اللغوي الذي تتميز به بلجيكا بين اللغتين الفرنسية والهولندية.
وعلى الرغم من أن ضعف المعلومات الاستخباراتية وعدم وجود دلائل لهجوم وشيك منعا الحكومة من إغلاق بروكسل كما فعلت بعد هجمات باريس في نوفمبر إلا أن السؤال الملح لدى المراقبين الأمنيين يبقى حول تأخرها في إغلاق المترو لنحو ساعة وهو ما كان يمكن أن يحول دون سقوط مزيد من الضحايا.
لكن الحكومة أولت مزيداً من الاهتمام لشبكة الإنترنت لتعقب المشتبه بهم وقدمت في هذا السبيل أموالاً لشركات الاتصالات كما شرعت في إصلاحات قانونية ذات صلة بينما يتوقع الخبراء أن الإصلاح الأمني في البلد الذي يستضيف مقري “الاتحاد الأوروبي والناتو”، ربما يستغرق سنوات ولن يتم بين عشية وضحاها.