قصيدة.. الشاعر أيت عبو يرثي الشيخ يوسف القرضاوي -رحمه الله- شعرا
هوية بريس – عبد المجيد أيت عبو
الْعِلْمُ قَالَ بِعِزَّةٍ وَإِبَاءِ = مَنْ ذَا يُطَاوِلُ أَنْجُمًا بِسَمَائِي
مَنْ ذَاك أَوْقَدَ فِي الْمَعَارِفِ شَمْعَةً = يَسْمُو بِهَا لِكَوَاكِبِ الْجَوْزَاءِ
مَنْ ذَا الَّذِي حُرِمَ الضِّيَاءَ بِجَهْلِهِ = أَعْشَى تَخَبَّطَ فِي دُجَى الظَّلْمَاءِ
مَنْ ذَا الَّذِي فَقَدَ الْبُدُور وَلَمْ يَجُدْ = عِنْدَ الْفِرَاقِ بِعَبْرَةٍ حَمْرَاءِ
أَوَكُلَّمَا كَسَفَتْ بِأُفْقِي نَجْمَةٌ = تَتَرَصَّدُونَ لِغَارَةٍ شَعْوَاءِ
أَوَكُلَّمَا انْطَفَأَ الْمَنَارُ أَثَرْتُمُو = حَزَنَ الْمُحِبِّ وَفَرْحَةَ الأَعْدَاءِ
خُطُّوا الْوَفَا لِلذَّاهِبِينَ تَرَحُّمًا = وَتَجَمَّلُوا عِنْدَ الأَسَى بِعَزَاءِ
زُفُّوا الدُّعَا بِالصَّالِحَاتِ لِمَنْ سَمَا = عِلْمًا وَتِلْكَ سَجِيَّةُ الْكُرَمَاءِ
بِئْسَ الرُّوَيْبِضُ إِذْ يَثُورُ مُجَابِهًا = جِيلَ الدُّعَاةِ بِغِلْظَةٍ وَجَفَاءِ
أَعْمَى عَنِ الْحَسَنَاتِ يُبْصِرُ في الْقَذَى = مَا لَيْسَ تُبْصِرُ نَظْرَةُ الزَّرْقَاءِ
وَأَصَمُّ عَنْ قَصْدِ الْكَلاَمِ وَإِنْ يَحِدْ = حَجَبَتْ مَدَارِكُهُ ذَوِي الإِصْغَاءِ
وَهُوَ العَيِيُّ عَنِ الْفَضَائِلِ كُلِّهَا = وَلَدَى الْمَثَالِبِ سَيِّدُ الْخُطَبَاءِ
الْعَدْلُ مِنْهُ إِذَا قَضَى مُسْتَبْعَدٌ = بُعْدَ الَّذِي نَقَلُوا عَنِ الْعَنْقَاءِ
رَوْضُ الْجَهَالَةِ قَدْ تَجَبَّرَ بَقْلُهُ = لَمْ يَرْعَ حَقَّ النَّخْلَةِ الشَّمَّاءِ
شَنَّ الصِّغَارُ عَلَى الْكِبَارُ حُرُوبَهُمْ = عَجَبًا لِمَنْ قَدْ لَجَّ فِي الإِيذَاءِ
عَرْشُ الإِمَامَةِ مِنَّةٌ ضَجِرَتْ بِهَا = زُمَرٌ مِنَ الحُسَّادِ وَالدُّخَلاَءِ
مَا أَنْبَتَتْ أَرْضٌ بُذُورَ إِمَامَةٍ = إِلاَّ وَضَاقَ بِهَا فَضَا الْجُهَلاَءِ
قِفْ بِالْمَهَابَةِ فِي رُبَى الْعُلَمَا فَهُمْ = إِرْثُ النُّبُوَّةِ شَامَةُ الأَحْيَاءِ
مُزْنُ الْهُدَى اشْتَاقَ الْعِبَادُ طُيُوبَهُمْ = شَوْقَ الثَّرَى لِلْغَيْمَةِ الْوَطْفَاءِ
هُمْ لِلْمَعَارِفِ مَنْبَعٌ حُفَّتْ بِهِ = طِيبُ البُذُورِ فَأَزْهَرَتْ بِنَمَاءِ
لاَ يُسْتَرَاحُ مِنَ الْمَنَابِعِ إِنَّمَا = يَهْفُو الْغَلِيلُ إِلَى زُلاَلِ الْمَاءِ
ذُو الْعِلْمِ مُجْتَهِدًا أَصَابَ سَبِيلَهُ = أَمْ كَانَ أَخْطَأَهُ مِنَ الأُجَرَاءِ
يَكْبُو الْجَوَادُ وَيَسْتَقِيمُ بِسَيْرِهِ = وَاللَّهُ يَغْفِرُ زَلَّةَ الْخَطَّاءِ
مَاتَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُوسُفُ فَاكْتَسَتْ = قَطَرُ الْحِدَادَ وَسَائِرُ الأَرْجَاءِ
إِنْ غَابَ يُوسُفُ بَيْنَنَا فَثِمَارُهُ = فِي الْعِلْمِ تُحْيِي مَيِّتَ الأَحْيَاءِ
أَفْنَى بِهَا الْعُمْرَ الْمَدِيدَ مُثَابِرًا = وَمَضَى يَصُولُ بِهِمَّةٍ عَلْيَاءِ
فِي مَوْكِبِ الإِعْلاَمِ فِي الإِشْرَافِ وَالتَّوْجِيهِ وَالتَّأْلِيفِ وَالإِفْتَاءِ
يَا رَبِّ فَارْحَمْ يُوسُفًا وَاخْلُفْ لَنَا = مِنْ بَعْدِهِ جِيلاً مِنَ الْعُظَمَاءِ
شعر:
عبد المجيد أيت عبو
السبت 4 ربيع الأول 1444هـ الموافق لـ1 أكتوبر 2022.