قصيدة “بشراك برعمة السودان” للشاعر المغربي عبد المجيد أيت عبو

بُشْرَاكِ بُرْعُمَةَ السُّودَانِ بُشْرَاكِ
سَمَا بِكِ الحَرْفُ لِلْعَلْيَا وَأَدْنَاكِ
***
هَدِيلُ شَرَّفْتِ أَرْضَ السُّمْرِ قَاطِبَةً
أَفْدِي مِنَ السُّمْرِ مَنْ بِالعِلْمِ رَبَّاكِ
***
آثَرْتِ كُتْبَكِ جُلاَّسًا إِذَا صَحِبُوا
كَانُوا كِرَامًا وَكَانُوا الأُنْسَ لِلشَّاكِي
***
يَحْدُو بِكِ الشَّوْقُ لِلُّقْيَا إِذَا حَضَرُوا
عِطْرُ القِرَاءَةِ بَيْنَ الصَّحْبِ أَغْرَاكِ
***
هِيَ العَوَالِمُ إِنْ ضَاقَتْ مَدَارِكُهُمْ
هِيَ الـمَنَارَةُ، مِحْرَابٌ لِنُسَّاكِ

شَمَمْتِ فِيهَا شَذَى التَّارِيخِ، طُفْتِ بِهَا
كُلَّ البِلاَدِ إِذَا كَلَّتْ مَطَايَاكِ
***
صَافَحْتِ أَعْلاَمَهَا، حَاوَرْتِ مَنْطِقَهَا
وَغُصْتِ فِي بَحْرِهَا، مَا شِئْتِ أَعْطَاكِ
***
عَشِقْتِ فِيهَا نَسِيمَ الضَّادِ مُبْتَهِجًا
هَذِي فَصَاحَتُهَا قَدْ عَطَّرَتْ فَاكِ
***
نَافَسْتِ رُفْقَتَكِ القُرَّاءَ صَامِدَةً
وَنَيْلُ تَاجِ التَّحَدِّي كَانَ مَسْعَاكِ
***
فَتَوَّجُوكِ وَحَازَ السَّبْقَ أَرْبَعَةٌ
كَأَنَّكُمْ دُرَرٌ رُصَّتْ بِأَسْلاَكِ

جُمَانَةٌ، آيَةٌ، عَبْدُ العَزِيزِ شَدَوا
وَيَانِعُ الحَرْفِ حَلاَّهُمْ وَحَلاَّكِ
***
طُوبَى لِفَاطِمَةَ الزَّهْرَا وَهِمَّتِهَا
فَالـمَغْرِبُ الفَذُّ بِالإِجْلاَلِ حَيَّاكِ
***
أَنْتُمْ غِرَاسٌ مِنَ النَّبْعِ الأَصِيلِ وَمَنْ
يَرْعَى الغِرَاسَ يَنَلْ مِنْ طَعْمِهَا الزَّاكِي
***
حُبُّ القِرَاءَةِ فِي جِيلِ الهَوَاتِفِ كَمْ
يُحْيِي نُفُوسًا بِهَا شُدَّتْ بِأَشْرَاكِ
***
شُكْرًا لِجَمْهَرَةِ القُرَّاءِ فِي زَمَنِي
شِدْتُمْ سَمَاءً وَكُنْتُمْ خَيْرَ أَفْلاَكِ
***
نِعْمَ التَّحَدِّي بِهِ الأَبْطَالُ قَدْ تَرَكُوا
سِفْرًا يَطِيبُ بِهِ الـمَحْكِيُّ لِلْحَاكِي

شعر| عبد المجيد أيت عبو
الخميس 16 ربيع الأول 1441هـ
الموافق لـ: 14 نونبر 2019م
بمراكش.