قصيدة شعرية للموهوبة مريم أمجون بعنوان: “طوبى لبرعمة القراءة”
هوية بريس – شعر: عبد المجيد أيت عبو
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد: هذه قصيدة اعتزاز وافتخار بالطفلة الموهوبة “مريم أمجون” الحائزة على لقب تحدي القراءة في الوطن العربي لموسم 2018، وهو اعتزاز وافتخار بوميض الأمل في زمن الضياع، بالبسمة والفرح في خضم ما يكدر الخاطر يوما بعد يوم، بالحنين إلى أمجاد أمة تتالت عليها النائبات من كل جانب، طُعنت مقدساتها، وحُوربت لغتها بمعاول بنيها، لكن أمثال هؤلاء البراعم الاستثنائيين في زمن الغثاء والغوغاء مبشر بأن هذه الأمة لا تزال صامدة مقاومة، يبارك الله في أفراد منها فينبع منهم العطاء وتستيقظ لعزيمتهم همم فاترة، وتحيى بهم نفوس قد أنفق المغرضون ما استطاعوا من أجل طمس هويتهم، فيأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المجرمون.
طُوبَى لِبُرْعُمَةِ الكِتَابِ تَرَنَّمُ
بِصَدَى الحُرُوفِ اليَانِعَاتِ تُتَمْتِمُ
**
طُوبَى لِشَمْعَةِ جَهْلِنَا إِذْ نَوَّرَتْ
فَلَكِ الـمَفَاخِرُ وَالثَّنَا يَا مَرْيَمُ
**
حَيُّوا بِتِيجَانِ الـمَهَابَةِ مَرْيَمًا
فَبِمِثْلِهَا أَوْطَانُنَا تَتَقَدَّمُ
**
لَبَّتْ نِدَاءَ الوَحْيِ حِينَ تَمَثَّلَتْ
اقْرَأْ) بِهَا نَطَقَ الكِتَابُ الـمُحْكَمُ
**
تَهْوَى القِرَاءَةَ تَسْتَطِيبُ ثِمَارَهَا
هِيَ عِنْدَهَا شَهْدٌ يُذَاقُ وَبَلْسَمُ
**
قَدْ تُعْرَفُ الأَشْجَارُ مِنْ ثَمَرَاتِهَا
فَأَبٌ حَرِيصٌ، أُمُّهَا، وَمُعَلِّمُ
**
قَدْ فُقْتِ جِيلَكِ بِالقِرَاءَةِ آنَسَتْ
يُمْنَاكِ آفَاقَ الكِتَابِ وَأَحْجَمُوا
**
تُمْضِينَ فِي الصَّفَحَاتِ أَجْمَلَ لَحْظَةٍ
وَالقَوْمُ فِي الجَوَّالِ خُرْسٌ نُوَّمُ
**
وَأَنِيسُكِ الكَلِمَاتُ بَحْرُ مَعَارِفٍ
وَأَنِيسُهُمْ شَاشَاتُ لَهْوٍ تُوهِمُ
**
أُسْقِيتِ مِنْ فَيْضِ الكِتَابِ بَلاَغَةً
وَالقَوْمُ إِنْ نَطَقُوا اضْطِرَارًا جَمْجَمُوا
**
شَتَّانَ بَيْنَ مُتَيَّمٍ بِكِتَابِهِ
وَمُتَيَّمِينَ بِهَاتِفٍ لَمْ يَسْأَمُوا
**
حُبُّ الكِتَابِ وَقُودُ طِفْلٍ شَامِخٍ
وَجَنَى القِرَاءَةِ لِلْمَفَاخِرِ سُلَّمُ
**
يَا مَرْيَمُ اتَّبِعِي القِرَاءَةَ كُلَّمَا
هَجَرَ اللَّحَاقَ بِكِ السَّوَادُ الأَعْظَمُ
**
وَتَخَيَّرِي بَيْنَ الرُّفُوفِ كَرَائِمًا
فَمِنَ القِرَاءَةِ مَا يَضُرُّ وَيُؤْلِمُ
**
خُطِّي الفَضِيلَةَ بِالقِرَاءَةِ إِنَّمَا
شُمُّ الـمَعَارِفِ وَالـمَعَالِي تَوْأَمُ
خطّيك من تضياع الوقت يامن راحت يّامك خطِيّة
شوف فمريم يتسكّم حالك صْبْحَة وعشيَّة
ظلّ تنمّمّ وتقطع فنّاس ياقليل العقلية
كن شاطروعشق لكتوب تلقى سعادة أزلية
ظل تهيم بكلام الزّنق يابنادم الحربلغمزة يفهم عيق ياعيوش شوية
مريم بنية فازت شحال قدّني نكتب فيها من قافية
عطاتك درس يامن تهدر فنّاس وظلّ تشرّك فّمّك ياعصيد احترم رسولنا قلب الإنسانية
أيلال على الرجال يبدا يتفيقْه ويتفيهم ويغلط لما يكتب جملة إسمية
يابنادم علاش متتبدل وتكون شاطر وتبعد لبلا راه لبلا يجي مقلّة الحشومية
مريم اللي عندها تسع سنين جات موراكم وربحت ونالت اللي منلتوهش عزوجائزة تاريخية
معاكم منبغيش نتكلم عارف الكبربحر غرّق كثرة ثقلانية
خليوني مع مريم نترنّم ونفرح فرحة بريئة غامرة طفولية
أودي حنا اللي ” نتمتم” أما هي فصيحة تبارك الله عليها…
شكرا لك أخانا عبد المجيد،هذه الموهبة المسماة *مريم* تستحق أن يقال فيها شعر وأن ينظم فيها درر الكلام.