قصيدة في رثاء الطفل جاد ضحية حريق سلا
هوية بريس – خالد القصري
رأيت البارحة تلك الواقعة المفجعة التي جادت بروح الطفل جاد (بلمعطي)، فاسترجعت وحزنت له ولأهله حزن مشفق يحمل بين أضلعه قلبا ينبض، لكن ما زاد حزني وذكّى دموعي أني علمت بأن هذا البرعم كان من رواد حلق القرآن، فحملت حزنا على حزن كم حمل يوسف حزن الفراق وحزن الرق والاستعباد، فجادت قريحتي بقصيدة عن جاد الراحل، فقلت فيها معبرا عن حالي ومريقا مداد الحزن والتفجع:
وتـزاحمت لمـا عـلمـت بـجـاد
نبرات حزن مع دموع سوادي
أيجود عصري بالزهـور نـديـة
ويـضـيـع مـنـا خِـيـرةُ الأولـاد
أيـضـيـع مـنــا بُـرعـم مـتـودّد
صَحِب الـقـران مـرددَ الـأوراد
جعل القران سميره وجـليسه
ونحا طريق الفـوز والإســعادِ
ثُكلت سلا إذ ضاع منها برعم
شـهــم نـدي ســيـد الأســيـادِ
يهوى الرجال مثاله في وُلْدهم
وتـذوب أم كـي تــفـوز بـجـادِ
والـلهَ أسـأل أن يـصبِّـر أهـلـه
سـبـحـانه رب مـجـيـب هـادي