قطعة من العذاب على متن رحلة الثلاثاء إلى نيويورك
عبد العزيز غياتي
هوية بريس – الجمعة 04 مارس 2015
الساعة 4 و30 دقيقة بعد ظهر يوم الثلاثاء 26-08-2014 هو موعد انطلاق الطائرة المبرمج من مطار محمد الخامس، أمّا الانطلاق الفعلي فقد كان على الساعة 9 و20 دقيقة من مساء ذلك اليوم المشهود، وهذا يعني حوالي 5 ساعات من الانتظار غير المتوقّع داخل المطار.
لم تكن رحلة السفر تلك ذات جودة تناسب مستوى التسعيرة المرتفعة التي تعرفها رحلات الخطوط الملكية المغربية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إنما كانت عذابا نال الأطفال والكبار على حدّ سواء.
كان الركاب يتمنّون فقط أن يسمعوا الحقيقة عن المدّة الزمنية التي سيستغرقها انتظارهم موعد حضور الطائرة وإقلاعها، كان المطلوب توفير الماء الكافي والأكل للأطفال الذين عانوا عضات الجوع الغير المنتظر، كان المطلوب كذلك توفير مكان مريح ومناسب للسّاعات الخمس الطوال من الانتظار، بدل الوقوف المضنى أو افتراش الأرض أو في أحسن الأحوال الجلوس على أمتعتهم لأنّ عدد الكراسي لا يكفي عدد المنتظرين.
صحيح أنهم قدّموا لهم القليل من الماء في المطار ولكن لمرّة واحدة لم تتكرّر، وصحيح أنهم قدّموا لهم بعد ذلك اعتذارا داخل الطائرة ولكن مع كثير من المنّ والعجرفة ” النفخة “، وصحيح كذلك أنهم وصلوا إلى بيوتهم سالمين ولكن بأي ثمن؟ لقد ضاقوا درعا بالأكل المقدّم لهم والعجرفة التي تطاردهم.
أفلا يستحقّون معاملة حسنة ووجبات أكل ترقى إلى مستوى التسعيرة القاصمة، التي تقصم ظهر الأسر المكوّنة من عدد معتبر من الأفراد؟ والتي أصبحت تفكّر ألف مرّة ومرّة قبل الإقدام على مغامرة الرحلة إلى الوطن.
إنهم ما فتئوا يلحّون على المسؤولين المغاربة أن يعملوا على تخفيض تسعيرة الرحلات على الخطوط الملكية المغربية من وإلى الولايات المتحدة، وكذلك بتحسين المعاملة قبل وبعد وخلال الرحلة.
وما فتئوا كذلك يردّدون بلسان حالهم: “نحن مغاربة الولايات المتّحدة الأمريكية لسنا كثر مثل المقيمين بأوروبا، ولكن نحن كذلك مهاجرون ولاشكّ أن عودتنا باستمرار إلى المغرب تدرّ على البلاد كما علينا منافع جمّة، مثلنا في ذلك مثل باقي إخواننا المقيمين بالقارّة العجوز، فلماذا التمييز إذن؟”.