قمة عودة المغرب للاتحاد الإفريقي في تلفزته الرسمية!!

هوية بريس – ذ. إدريس كرم

لا جدال في أن الحدث الكبير الذي طبع القمة الإفريقية بأديس أبابا، هو عودة المغرب للاتحاد الإفريقي ودلالاته السياسية والاقتصادية والديبلوماسية ، ذلك أن المغرب ممثلا بعاهله قدم للأفارقة ما كانوا يتطلعون إليه من تحقيق الكرامة والعدالة المجالية والمصداقية والديموقراطية التي جعلت ما بقي من خصومه يخنسون لما تبينوا أن نزوع القادة الأفارقة للاحتكام للتصويت على انضمامه وفق تصوراته الآن وليس غدا.

 وبالرغم من أن القناة التلفزية بطنجة (ميدي1 تي في) قامت بشكل حِرفي يحمد لها بتتبع المؤتمر عبر صحافييها في مكان المؤتمر وفي مركز البث، طيلة يومي انعقاد المؤتمر، الأولون بالرسائل والتغطية المباشرة والآخرون من خلال استضافتهم للمختصين على مدار اليوم والليل لتحليل مجريات الأمر وإبراز الدور المغربي في القارة وعلاقاته المتميزة مع دولها رغم خروجه من المنظمة وعدم انضمامه للاتحاد طيلة ثلاثة عقود.

أقول بالرغم من ذلك فإن تلفزة الرباط وشقيقتها بالدار البيضاء بقيتا مقتصرتين على بث الحدث في نشراتهما الإخبارية مقتفيتين خطوات القنوات الفرنسية التي لم تعر الاهتمام الكافي للمؤتمر.

لقد كان من الواجب على القطبين العموميين تجنيد كل قواهما، وعلى الأقل إنجاز نشرات إخبارية خاصة على شاكلة ما تفعله مع مهرجان موازين أو أي مهرجان فرجوي آخر أو أسبوع الفرس أو مباريات الكرة وأشكال السباقات المتعددة التي تعج بها بلادنا، والتي تتابعها القناتان بشكل ضافي لدرجة الملل.

إنه لأمر مؤسف وسلوك غريب يستحق أكثر من المساءلة والإدانة والشجب بحزم، لأن ما جرى في المؤتمر يستحق أكثر من أن يخصص له برنامج واحد أو عدة برامج، باعتباره قفزة نوعية حقيقية للمغرب في عمقه الإفريقي وغير مسبوقة، والتعامل معه بهذا النوع من اللامبالاة ليس بريئا ويستحق من البرلمان مناقشته واتخاذ ما يلزم ضد من يثبت تقصيره من المؤسسات والأفراد.