قمر صناعي مغربي جديد.. خطوة نحو الأمن القومي والإقليمي (مقابلة)
هوية بريس – الأناضول
اعتبر الخبير المغربي في الشؤون الأمنية والعسكرية، عبد الرحمان مكاوي، أن القمر الصناعي “محمد السادس ب” الذي أطلقته مملكته قبل أشهر، يهدف للدفاع عن الأمن القومي المحلي والإقليمي.
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول جرت بالعاصمة الرباط، تطرق فيها الخبير إلى ميزات القمر الصناعي الجديد، ودوره الهادف إلى الدفاع عن الأمن سواء المحلي أو لبقية دول الشمال أو الساحل الإفريقي.
كما تطرق أيضا إلى ميزات هذا القمر والخطوات التي تقطعها بلاده في مسار امتلاك صناعة فضائية.
وفي نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، أطلق المغرب القمر الصناعي “محمد السادس ب”، من قاعدة “كورو” بمنطقة “غوايانا” الفرنسية، في السواحل الشمالية لأمريكا الجنوبية.
وقبل ذلك بعام واحد، أطلقت المملكة قمرا صناعيا أطلقت عليه اسم “محمد السادس أ”، من نفس القاعدة، ويهدف إلى الرصد والاستطلاع بدقة عالية في شريط يمتد على طول 800 كيلومتر.
وقال مكاوي إن “القمر الصناعي ‘محمد السادس ب’ له قدرة على مراقبة مناطق جغرافية كبرى قد تشمل دول الساحل بأكملها، أي على مساحة بنحو 7 مليون و700 ألف كيلومتر مربع، وقد تصل إلى الحدود مع السودان”.
وأضاف أن “هذا القمر الصناعي يهدف الدفاع عن الأمن القومي المغربي وللدول الشقيقة (لم يحددها)، سواء في شمال إفريقيا أو ساحلها”.
ولفت إلى أن إطلاق القمرين (“محمد السادس أ” و”محمد السادس ب”) “يهدف لتلبية حاجيات البلاد الاقتصادية والبيئية والاستخباراتية”.
وفي ما يتعلق بميزات القمر الصناعي الجديد، أشار الخبير إلى دقته العالية، وقدرته على ضبط الأشياء المتحركة والثابتة بصفة دقيقة.
كما يتمتّع أيضا بامتيازات تتمثل في قدرته على تقديم أجوبة مهمة على ما يتم برمجته في القاعدة العسكرية في مدينة سلا (غرب/ قاعدة تستقبل معلومات القمر الصناعي).
وبخصوص قدرة المغرب على امتلاك صناعة فضائية، لفت الخبير إلى أن “بلاده قطعت أشواطا، منذ عام 2000 حتى الآن، فيما يخص التصنيع ، خصوصا محركات الطائرات والأسلحة والسيارات، وبعض أجزاء محركات دبابات فرنسية”.
وخلص إلى أن المملكة “قطعت خطوات جديدة في الصناعة العسكرية في صمت”.
ومتطرقا إلى كواليس شراء القمريْن الصناعييْن، قال مكاوي إن الأمر جاء بناء على “صفقة أبرمتها بلاده مع فرنسا لاقتناء قمرين يوفران خدمات عسكرية واستخباراتية واقتصادية وإيكولوجية (بيئية)”.
وأوضح أن “القمر الصناعي الثاني (“محمد السادس ب”) يحتوي على برمجيات مكملة للأول”، مشيرا أن “القاعدة العسكرية الفضائية التي تتوفر عليها بلاده، ستكون نواة لإنتاج برمجيات خاصة بالأقمار الصناعية التي تدور في الفضاء.
ولم يستبعد الخبير أن تصبح بلاده “رائدة في هذا المجال، إذا تم الاتفاق مع إحدى الدول الشقيقة (دون تحديد) في تحويل تكنولوجية الأقمار الصناعية إلى المملكة عبر مراحل، خصوصا أن المغرب يضم كفاءات مهمة في هذا المجال”.
وبحسب الخبير المغربي، فإن ” القمر الصناعي ‘محمد السادس أ’ قد يساهم في الحد من الإرهاب، ويقلص من تحركات الجماعات (الإرهابية) في دول الساحل” الإفريقي، حيث تنشط تنظيمات مرتبطة بتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب”.
ومن المهام الأخرى للقمر الصناعي، محاولة ضبط الهجرة غير النظامية القادمة من دول أخرى إلى المملكة”.
وأكد أن هذا القمر “لا يمثّل أيّ خطر على دول الجوار سواء إسبانيا أو الجزائر، خصوصا أن البلد الأول لديه العديد من الأقمار الصناعية التي تغطي الأراضي المغربية والجزائرية”.
وشدد على أن القمر الصناعي يأتي لـ”تلبية احتياجات دفاعية معيّنة، خصوصا محاربة الإرهاب والانفصال والجريمة العابرة للقارات، والهجرة غير النظامية”.
وصمم القمر الصناعي “محمد السادس ب”، كل من شركة “تاليس إيلينيا سبيس” (فرنسية للصناعات الفضائية)، والتي تكفلت بالجانب المتعلق بآليات التصوير، وشركة “إيرباص ديفانس آند سبيس” (أوروبية) التي تولت توفير المنصة والجزء الأرضي لتخطيط البعثات والمراقبة.
ويتميز القمر الصناعي بقدرته على خدمة أهداف مدنية وأمنية، ومن المتوقع أن يتم استعماله لأغراض المسح الخرائطي، والرصد الزراعي، والوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارتها، ورصد التغيرات في البيئة والتصحر، فضلا عن مراقبة الحدود والسواحل.
وسيكون هذا القمر الصناعي الثاني من نوعه ضمن برنامج محمد السادس أ وب ، بعدما جرى إطلاق الأول في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، انطلاقا من قاعدة “كورو” التابعة لمنطقة غويانا الفرنسية، بهدف تعزيز قدرات المملكة الأمنية والاستخباراتية.