قناة الجزيرة.. نصرة فلسطين بمحاربة الإسلام!

09 يناير 2025 15:53

هوية بريس – د.سامي عامري

نشرت قناة الجزيرة البارحة لقاءً مع فوزي البدوي -المتخصص في الدراسات اليهودية- للحديث في “تاريخ العلاقة بين اليهود والمسلمين منذ فجر الإسلام وحتى اليوم”.

اللقاء باختصار هو حديث أشبه بفيديو يلقيه ملحد أو لاديني أو منصّر على اليوتيوب في الطعن في الإسلام. خلاصته:

المسلمون خرافيون يؤمنون بالوحي، والبدوي و”الأكاديميون” يؤمنون بالتفسير العلمي الذي يقول إنّ القرآن امتداد لهرطقة الفرق المسيحية-اليهودية Jewish-Christians. أي الفرق التي آمنت بعيسى مسيحًا ورفضت نَسخَ شرائع التوراة.

هذه الدعوى عينها ألّفتُ فيها كتابًا أرجو أن يصدر بالإنجليزية نهاية هذه السنة (وأتوقع أن تصدر ترجمته العربية في العالم العربي في التوقيت نفسه). وهي دعوى يرفضها عامة المستشرقين؛ لأسباب كثيرة، أهمها أن الفرق المرشحة لهذا التأثير هي الناصرية والأبيونية والكسائية.

الناصرية: ليست فرقة هرطقية على الصواب؛ فهي تؤمن بعقيدة كنيسة نيقية وكتبها، وخالفتها فقط في العمل بشرائع التوراة. وقد اندثرت في القرن الخامس. وتمسيتها ب”فرقة” أصلا مشكل -كما وضحه Petri Luomanen في كتابه الهام
Recovering Jewish-Christian Sects and Gospels-.

الأبيونية: فرقة انقرضت قبل القرن السادس.

الكسائية Elkesaite: فرقة تحولت إلى ديانة غنوصية ثم عادت وثنية في العصر الإسلامي. وقد رفض تأثيرها في الإسلام عامة أنصار دعوى تأثير المسيحية-اليهودية في القرآن.

لا أثر البتة لهذه الفرق في الحجاز. وأتحدى بدوي أن يثبت غير ذلك. وحتى François De Blois المستشرق الذي دافع عن أثر الناصريين في الإسلام اعترف أنه لا دليل على ذلك من التاريخ!

للخروج من الورطة زعم بدوي أنّ الأحناف ورثوا مذهب المسيحية-اليهودية/ وأدخلوه الإسلام. أين الدليل؟

لا دليل البتة. الأحناف لم يُذكروا في القرآن إلا باتباع إبراهيم عليه السلام. ولا يذكر التاريخ وجود فرقة اسمها الأحناف ورثت تراث الناصريين أو الأبيونيين. والمسيحية-اليهودية تنسب نفسها إلى عيسى عليه السلام لا إبراهيم عليه السلام.

ثم إنّ الناصرية فرقة نيقوية، والأبيونية تحولت إلى عقيدة التبني Adoptionism المخالفة لمفهوم بشرية عيسى عليه السلام في القرآن (عيسى تبناه الله؛ فأرسل إليه روحًا إلهية لتحل فيه)، والقرآن نسخَ التوراة، ولا يقبل إنجيل متّى العبري ولا إنجيل الناصريين ولا أي كتاب منسوب إلى الله بعد رفع المسيح.. فأين الشبه بين الإسلام والمسيحية-اليهودية-؟!

الموضوع لن يوفيه حقّه بالنقد إلّا كتاب تفصيلي.. وسيتاح بين أيديكم في حينه إن شاء الله.. وخلاصته في فيديو (فوزي البدوي الوجه الخفي للطعن في الإسلام وخطورة تلميعه إعلاميًا!) ورابطه في التعليقات…

وللمشككين في طعن البدوي في ربانية الإسلام، أنقل لهم في التعليقات كلام البدوي في لقائه مع الجزيرة..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M