قيادي سابق بالبوليساريو: لا بد أن تكون هناك مفاوضات بين المغرب والجزائر لحل مشكل الصحراء المغربية
هوية بريس- متابعة
قال البشير الدخيل، الخبير في القضايا السياسية وملف الصحراء المغربية، إن إستراتيجية الجزائر في معاكسة الطرح المغربي في ملف وحدته الترابية تعود إلى أول اصطدام بين البلدين، المتعلّق بحرب الرمال.
وأكد الدخيل، الذي كان يتحدّث مساء الثلاثاء بقاعة الندوات بكلية الطب بوجدة في ندوة حول الترافع عن قضية الوحدة الترابية للمغرب، نظمتها جامعة محمد الأول بشراكة مع ولاية جهة الشرق، أن الصراع المغربي وريث للحرب الباردة وإرث للاستعمار الفرنسي، لكن خلفيته في العمق الجزائري مبنية على إستراتيجية “سأخلق الصراع في منطقتك لضمان خلو منطقتي منه”.
وأضاف الخبير ذاته أن هدف هذه الإستراتيجية آنذاك هو “جزائرية المنطقة”، أي دفع المنطقة بأكملها لتصبح تابعة للنفوذ الجزائري، إلى جانب محاولة معاكسة أي تنمية في الصحراء المغربية حتى لا يحفّز ذلك القبائل المشكّلة لها على الانضمام إلى المغرب، مستحضراً ما وصفه بـ”تهريب” الجزائر شركة إيطالية كان قد أوكل لها المغرب محاولة البحث عن البترول في المنطقة.
كما استند الدخيل في هذا الطرح إلى معطيات قال إنها وردت في رسالة للسفير الإسباني في الجزائر سنة 1966، بعد لقائه بالرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان آنذاك وزيراً للخارجية، وتتحدّث عن جهود الجزائر لاستمالة القبائل المشكّلة للصحراء -التي كانت أعلنتها إسبانيا إقليما تابعاً لها- نحو تندوف.
وأشار الدخيل القيادي السابق في “جبهة البوليساريو” إلى أن هذه المعطيات تؤكد أنه كانت هناك خطة جزائرية من أجل هذه المنطقة قبل تأسيس الجبهة التي أصبحت مجرد وسيلة في يد الجزائر، التي أسست من خلالها المشكل الجيوسياسي المرتبط بالعنصر القبلي، إذ خلقت صداما بين الانتماء الوطني والقبلي.
ويرى المتحدّث ذاته أنه تم تحويل هذا الانتماء القبلي إلى نوع من الوطنية المبنية على “الإثنو لانغويستيك”، أي “تأكيد الانتماء إلى غير المغرب عبر تأكيد اختلاف الصحراوي الذي يلبس الدراعية ويتكلّم الحسانية مع المغاربة في باقي مناطق المغرب”، مشيرا إلى أن هذه الإستراتيجية جعلت من الصعب تحقيق السلم، بحيث تحوّل الصراع من صراع حول الأرض إلى صراع حول الإنسان.
كما أكد البشير الدخيل أن الجزائر في إستراتيجيتها ضد مصالح المغرب كونت خطابا يبدو بسيطاً جداً، وينبني على غرس عدد من الأفكار في شعبها والمجتمع الدولي، أولها أن “المغرب احتل الصحراء بعد مغادرتها من طرف إسبانيا”، ثم التأكيد على “خصوصية الشعب الصحراوي” التي قال عنها: “إنني لا أرى كصحراوي هذه الخصوصية التي يبنيها البعض على اللباس أو الحسانية التي لا تختلف على الدارجة المغربية إلا في النطق، كما تختلف إسبانية غرناطة عن إسبانية إشبيلية أو دولة تشيلي”.
وخلص الخبير في القضايا السياسية وملف الصحراء المغربية إلى أن الجزائر تحرص على استمرار هذا الصراع الذي “تلوي به يد المغرب ثم الحفاظ على قيادتها للمنطقة”، لذلك، يضيف الدخيل: “لا بد أن تكون هناك مفاوضات بين المغرب والجزائر كطرف رئيسي في النزاع في يوم من الأيام”.