كارثة في نظام حساب معدل السادس أساسي!!

هوية بريس – ذ. نور الدين درواش

نظام حساب المعدل في السادس أساسي يعد جريمة في حق أبنائنا؛ حيث أنه يسهم في دفع نسبة كبيرة منها إلى مستويات لا تستحقها ما يضاعف معاناتهم ويكرس ضعفهم وعجزهم عن مسايرة المستوى التعليمي.

فقاعدة حساب هذا المعدل هي:

المعدل العام=[(معدل مراقبة الدورة1)+(معدل مراقبة الدورة2)+(معدل الاختبار المحلي)+ (معدل الموحد الإقليمي)]÷4

وبما أن المؤسسات تتحكم في معدلات المراقبة المستمرة للدورة الأولى والثانية والامتحان المحلي؛ فإنها تبقى قابلة للرفع والنفخ والتضخيم ما يجعل الموحد الإقليمي بغير قيمة مؤثرة ، وخاصة في التعليم الخصوصي الذي يعتمد على هذه القاعدة في خداع الآباء والتغرير بهم في معرفة مستويات أبنائهم ونهب أموالهم بغير حق.

ولا أعمم فكثير من المؤسسات الخاصة أثبتت كفاءتها ونجاحها وقوتها وموضوعيتها في معيار التنقيط والمعدلات.

ونضرب مثالين يتضح بهما المراد:

• مثال أول:

تلميذ حصل على 9.5 مراقبة الدورة الأولى، وعلى 9.6 في مراقبة الدورة الثانية، وعلى 9.4 في المحلي، ولم يحصل في الموحد الإقليمي إلا على 4.0.
فيكون معدله العام:

(9.5+9.6+9.4+4) ÷ 4 =8.125

وهذا يوهم أن التلميذ متميز لكنه في ميزان التقييم الحكومي (على فرض النزاهة) لم يحصل إلا على 4/10 ما يجعله في الحقيقة غير مستحق للنجاح.

• مثال ثان:

تلميذ آخر حصل على 6.50 في مراقبة الدورة الأولى، وعلى 6.50 في مراقبة الدورة الثانية، وعلى 6.50 في الاختبار المحلي، ولم يحصل في معدل الموحد الإقليميى إلا على 1.0/10).
فيكون معدله العام:

(6.5+6.5+6.5+1) ÷ 4 = 5.125

وهذا التلميذ يمر للمستوى الموالي بدون مناقشة وإنجاحه جناية عليه وعلى أسرته وعلى النظام التعليمي والمجتمع وهو ما يفسر الضعف الكارثي للمستوى في الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي فضلا عن الجامعي.

والكلام عن هذه الكارثة على فرض النزاهة في الموحد الإقليمي وإلا فالواقع يشهد على الاختلالات العظيمة التي تشوب جانبا كبيرا منها ودون تعميم أيضا.

فنأمل أن يلتفت المسؤولون لهذه الثغرة الخطيرة لمحاولة إصلاحها بالرفع من نسبة احتساب الإقليمي للنصف عوض الربع… فإن رسوب الابن سنة خير له من نجاح متوهم يعقبه فشل في المسار التعليم الثانوي والجامعي أو المهني..