“كاميرا خفية” تثير غضب الجزائريين والسلطة تتدخل
هوية بريس – وكالات
أثارت برامج لـ”الكاميرا الخفية”، تعرض خلال شهر رمضان في الجزائر، موجة غضب بين المشاهدين، لما تحمله مضامينها، حسب مختصين، من إهانة للمرأة وترويج للسحر وعنف جسدي ولفظي.
ومن بين هذه البرامج برنامج “أنا وراجلي” الذي بُث على قناة “نويميديا” (خاصة)، والذي خلف ضجة كبيرة؛ بسبب فكرته التي تسيء للمرأة وللمجتمع الجزائري، وفق مشاهدين ونشطاء على منصات التواصل الاجتماعي.
وحسب متابعين، فإن البرنامج يحمل إساءة للمرأة الجزائرية، ويضرب بقيم الأسرة عرض الحائط بتقديم المرأة كهدية.
وقال فيصل مطاوي، صحفي مختص بالشأن الثقافي عبر صفحته على فيسبوك: “هذه الكاميرا الخفية قمة في الإبتذال والغباء، يعني وصلنا إلى هذه الدرجة من الانحطاط”. وتساءل مستنكرًا: “أين كرامة الإنسان؟ لا ذوق، لا ذكاء، لا فكر، لا حس، فراغ مفرغ. أوقفوا هذه المهازل”.
هذا ووجهت “سلطة ضبط السمعي البصري” (هيئة حكومية تراقب عمل القنوات)، الأحد، إنذارًا لقناة تلفزيونية خاصة؛ بسبب برنامج رمضاني وصفته بـ”المخالف للقواعد المهنية والأخلاقية”.
وقالت الهيئة، في بيان، إنها تابعت حلقة برنامج الكاميرا الخفية بعنوان (أنا وراجلي)، الذي بثته القناة الخاصة نوميديا TV يوم 24 أبريل الجاري، واطلعت على ردود فعل المواطنين عبر مختلف وسائط التواصل الاجتماعي وأيضًا ردود الصحافة الوطنية على ما تضمنه البرنامج.
وأضافت أن البرنامج تضمن: “مخالفات جسيمة مست بقواعد المهنة وأخلاقياتها، وأخلت بمبادئ وقواعد النظام العام، والمساس بالحياة الخاصة وشرف وسمعة الأشخاص، وعدم احترام الكرامة الإنسانية”.
وتابعت الهيئة: لهذه الأسباب “فإن سلطة ضبط السمعي البصري توجه إنذارًا لقناة نوميديا TV بعدم تكرار مثل هذه الأنواع من البرامج، والالتزام الفوري بذلك، وتحتفظ السلطة باتخاذ إجراءات أخرى في حالة تماديها (القناة) في ذلك”.
وعشية شهر رمضان، دعت الهيئة، في بيان الأربعاء الماضي، مختلف القنوات التلفزيونية والإذاعية إلى “احترام الآداب وأخلاقيات المهنة والالتزام بالقواعد المهنية”.
وفق فيصل شيباني، صحفي مختص بالشأن الثقافي، فإن “الإنتاج الفني في الجزائر بلغ مرحلة سيئة جدًا”.
ويردف في تصريح لوكالة “الأناضول”: “أصبحنا أمام واقع أكثر مأساوية، هناك شركات إنتاج تسعى، بمعية قنوات خاصة، لرفع نسب المشاهدات على حساب القيم والأخلاق”.
ويستطرد: “مثلما يحدث في عديد برامج الكاميرا الخفية التي تقدم مضمونًا مبتذلًا للمشاهدين، وهذا ما يجعلنا نتساءل: أين إنسانيتنا قبل كل شيء (؟!).. من يخول لتلك الشركات أو الأشخاص ترهيب الناس تحت غطاء كاميرا خفية (؟!)”.
ويتابع: “ما يحصل على صعيد البرامج الرمضانية يعدّ إرهابًا بصريا يتطلب تدخل سلطة ضبط السمعي البصري”.
ويستدرك: “هذه السلطة غالبًا ما تبقى في موقف المتفرج، وكأنها هيئة من دون روح وصلاحيات”.
ويشدد شيباني على أن “التخويف في برامج الكاميرا الخفية أصبح أشبه بالأطباق التقليدية”.